الملك سلمان قاد «عاصفة الحزم» بكل شجاعة وإقدام حماية لأمن المملكة.. ودفاعاً عن الشرعية في اليمن ">
الكويت - موفد الجزيرة - سعد العجيبان:
أكد أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن كل تهديد يستهدف أمن أي دولة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إنما هو تهديد لدول المجلس كافة، مشدداً في كلمته (النطق السامي) بافتتاح دور الانعقاد العادي الرابع للفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الأمة الكويتي، على أن أمن أي دولة من دول مجلس التعاون جزء لا يتجزأ من أمن منظومة المجلس.
وقال سموه إن كل تهديد يستهدف أمن إحدى دول المجلس، إنما هو تهديد لأمن سائر دول المجلس نرفضه ونتداعى لدفعه ونتعاون لدحره، مشيراً إلى أن ذلك تجسّد عملياً حين تعرضت الكويت لعدوان غاشم واحتلال آثم عام 1990، كما تأكد هذا جلياً حين لاحت مؤخراً نذر الخطر والتهديد لأمن المملكة العربية السعودية الذي هو أمن لنا جميعاً، فهبت دول مجلس التعاون بمشاركة فعّالة في «عاصفة الحزم» التي أطلقها وقادها بكل شجاعة وإقدام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حماية لأمن المملكة، ودفاعاً عن الشرعية في اليمن الشقيق والتي اتسع نطاقها في تحالف داعم للمملكة العربية السعودية.
وأورد سمو أمير دولة الكويت أن مسيرة مجلس التعاون الخليجي وما حققته دوله من إنجازات مشهودة ومنزلة رفيعة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وانطلاقاً من وحدة الهدف والمصير بينها وروابط القربى والأخوة حري بنا أن نتمسك بها ونعمل على تعزيزها ودفعها لتكون هذه المسيرة المباركة أملاً في الوصول إليها نحو توافق عربي ينقذ الأمة من عثرتها ويُوقظها من سباتها ويستعيد عزتها ومنعتها.
وتناول سموه التحديات والأخطار التي تهدد مسيرة الكويت وما ينعم به أهلها من الحرية والتراحم وسط محيط تستعر فيه نيران الحروب الأهلية والصراعات الطائفية والعرقية تخوضها جماعات وتنظيمات مسلحة أشاعت الفوضى والإرهاب ونشرت الخراب والدمار وتسببت في سقوط مئات الآلاف من القتلى والمصابين ونزوح آلاف المشردين من ديارهم.
وأضاف أن الإرهاب وجد طريقه للكويت واقترف جريمته الشنعاء بتفجيره مسجد الإمام الصادق في شهر الصيام والقيام، ولم يراع لبيوت الله حرمة، ولم تأخذه بالركع السجود رحمة، واسقط عشرات القتلى والمصابين، غير أن تلاحم شعبنا فوّت الفرصة على من يريد النيْل منا وسطر أروع صور للوحدة الوطنية.
وبيَّن أمير الكويت أن انخفاض أسعار النفط عالمياً أدى إلى تراجع في إيرادات الدولة 60% في حين استمر الإنفاق العام على حاله دون أي تخفيض يتناسب مع انخفاض سعر النفط، وهذا ولَّد عجزاً في ميزانية الدولة يثقل كاهلها ويحد من طموحاتنا التنموية. ورأى سموه ضرورة المسارعة في مباشرة إجراءات جادة وعاجلة لاستكمال جهود الإصلاح الاقتصادي وإنجاز أهدافه من خلال ترشيد وتخفيض الإنفاق العام والتصدي على نحو فعّال لمظاهر الفساد وأسبابه ومعالجة الاختلالات التي تشوب اقتصادنا الوطني، حيث إن التأخير يزيد العجز تراكماً والواضع تفاقماً، مما يتطلب جهوداً أكبر وكلفة أعلى في المستقبل.
من جانبه أكد سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي ان مسيرة الكويت على الصعيد الخارجي في إطار سياستها الواضحة ستظل ملتزمة بثوابتنا المبدئية الراسخة وفي مقدمتها احترام استقلال وسيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعلاقات حسن الجوار والعمل على حل المنازعات بالطرق السلمية ودعم قضايا الحرية والعدل والسلام وحقوق الإنسان وترسيخ وتقوية التعاون الايجابي البناء في مختلف الميادين والمجالات ولاسيما مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي خاصة والدول العربية والإسلامية وجميع الدول المحبة للسلام والعدل . وجدد التأكيد على الإيمان الكامل بأن أمن دول مجلس التعاون الخليجي كل لا يتجزأ والحفاظ عليه وحمايته حق ومسؤولية جماعية تشترك فيها جميع دول مجلس التعاون بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي نسجل بالتقدير والاعتزاز دورها الإيجابي في نصرة الحق وإرساء دعائم السلام والاستقرار في المنطقة.