المليك: يجب أن يكون إعلامنا دائمًا كما نحن سائرون على نهج الكتاب والسنة ">
الجزيرة - واس:
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في قصر اليمامة أمس، معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، وعدد من كبار المثقفين، ورؤساء تحرير الصحف والكتّاب، والإعلاميين.
وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي كلمة تقدم فيها باسم رواد الثقافة والإعلام وقياداتها وشبابها وجميع قطاعاتها من الرجال والسيدات بصادق الشكر والتقدير والوفاء لخادم الحرمين الشريفين لتفضله بالإذن بهذا اللقاء معه -أيده الله-، ونظير ما يوليه من الدعم والرعاية للمثقف والمثقفة والمؤسسات الثقافية والإعلامية، وذلك وفق رؤية حكيمة من مقامه الكريم، ومساندة دائمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حتى تحققت بحمد الله وتوفيقه منجزات سعودية عديدة للمؤسسات والأفراد.
وقال معاليه: «تعد كلماتكم الكريمة نبراسًا لعملنا الثقافي والإعلامي، حيث تؤكدون على الأسس الثابتة التي قامت عليها بلادنا، وتطالبون بمواصلة البناء والسعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة في مناطق المملكة كافة».
وأضاف معاليه «يتشرف اليوم بالمثول بين يديكم نخبة من أبناء الوطن من المثقفين والإعلاميين، والأدباء والفنانين يمثلون مدن الوطن ومحافظاته ومراكزه، وقد وجدوا أن هذا التنوع والثراء في الثقافة في بلادنا يزيدها تماسكًا وتلاحمًا، وأن نعمة الأمن من أجل النعم التي يجب أن يتعاون الجميع في المحافظة عليها».
وبين معاليه أن الثقافة ليست مشاركة في الفعاليات والبرامج الإعلامية والأدبية والثقافية فحسب، وإنما هي رهان على بناء الإنسان وتوعيته، وتحصين عقله ومنهجه، ليكون سندًا لدولته ووطنه، ومؤازرًا لولاة أمره، وراعيًا لحقوق مجتمعه، ونافعًا لأسرته، ومن هنا جاءت مبادرتكم الإنسانية العالمية لتكمل جهودكم السياسية والعلمية في بناء الإنسان السعودي ضمن الأسس المتينة التي صاغها المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-.
وقال الدكتور الطريفي لقد رعت هذه الدولة الرشيدة كل المؤسسات الثقافية والإعلامية، واهتمت بها، وسارعت إلى تأسيسها ودعمها في جميع عهودها المضيئة، ثم تجلت هذه الرعاية على يدكم الكريمة ـ أيدكم الله ـ، حيث كنتم وما زلتم الصديق الأقرب للمثقفين والإعلاميين، والواعي برؤاهم، والمطلع على تفاصيل قضاياهم، بل المشارك في عدد من حواراتهم ومناقشاتهم، فإعلاميو بلادنا ومثقفوها مع زملائهم من مثقفي بلادنا العربية يتذكرون بالتقدير الكبير جهودكم ـ يحفظكم الله ـ في مجالات الكتابة والتأليف والحوار والتعقيب والمحاضرة، وتأسيس المؤسسات الإعلامية والثقافية، ورعاية المكتبات ورئاسة مجالس الإدارات العلمية، وإطلاق الجوائز الثقافية والعلمية، ونشر الكتب، وتعلموا منكم وعلموا أبناءهم هذه السيرة المضيئة.
وأضاف معاليه يدرك المثقفون والإعلاميون أن من نعم الله على هذه البلاد المباركة أن تحتضن الحرمين الشريفين، وأن تكون راعية للدين الإسلامي، وأن تهفو إليها قلوب العرب والمسلمين، وأن تقوم برسالتها في جميع المحافل الثقافية والعالمية، وتبعًا لذلك يشترك المثقفون والإعلاميون، وتشترك المؤسسات المتعددة في جميع القطاعات في هذا الهدف لبناء الإِنسان، وبناء الثقافة، وتعمل وزارة الثقافة والإعلام بتوجيهاتكم السديدة من خلال هيئاتها الإعلامية المتعددة ووسائل الإعلام المتنوعة المقروءة والمرئية والمسموعة والمؤسسات الثقافية والأندية والجمعيات، كما ينشط المثقفون والإعلاميون في جميع وسائلهم الثقافية والإعلامية لتمكين هذا المنهج الإسلامي الأصيل وتحقيق الرؤية الرشيدة لبلادنا الكريمة.
وبين معاليه أن لدى المثقفين والكتاب تطلعات وآمالاً، وأنه بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ستضع الوزارة آمالهم ورؤاهم في سلم أولوياتها.
وقال معالي وزير الثقافة والإعلام «كما وجهتني سيدي ستظل المملكة العربية السعودية الدولة الرائدة للعالمين العربي والإسلامي في هذا المجال، وستعمل الثقافة والفنون والآداب لتعزيز الوحدة الوطنية ومكافحة الإرهاب والتطرف، وأن تكون السعودية نموذج الحوار الإنساني والانفتاح على شعوب وحضارات العالم».
وأشار إلى أن للمرأة والطفل الاهتمام الخاص، وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ستوفر المناشط الثقافية والفنية التي تعزز الوحدة وتطرد شبح الفرقة.
وقال «لقد حافظ شهداؤنا من المواطنين ورجال الأمن بكافة القطاعات العسكرية على أمن واستقرار البلاد بقيادتكم الحكيمة والحازمة، ومن أجل ذلك نعاهدكم يا خادم الحرمين الشريفين باسم أساتذتي وزملائي من سيدات ورجال الثقافة والأدب أن نحافظ على مكتسبات الوطن وأن نقدم عبر إعلامنا وأقلامنا وفنوننا ما يعكس أصالة هذه المملكة ورؤية قائدها الكبير.
وأضاف معاليه: لقد أوصيتني بأن يهتم الجيل الشاب بتاريخ أجداده ليعرف كيف تم بناء هذه الدولة وكيف كان يعيش أهلها في السابق وكيف أنعم الله عليهم بقيادة حكيمة من ملوك كرام متعاقبين، وثروات حباها الله في بواطن الأرض أهمها المواطن السعودي والاستثمار فيه لأنه هو مستقبل هذا البلاد المعطاء، أما بالنسبة للبعض في العالم الخارجي من نقاد السعودية، فلطالما تمثلت ياسيدي القول المأثور «رحم الله من أهدى إلى عيوبي»، أما خصوم السعودية وحسادها ـ وهم قلة ـ الذين يروجون أكاذيب وأراجيف بشأن تحول السعودية عن مواقفها العربية والإسلامية والإنسانية الثابتة فلا نقول لهم إلا ما قال الشاعر:
«عداتي وصحبي لا اختلاف عليهم
سيذكرني كل كما كان يعهد»
بعد ذلك وجه خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم، يسرني أن أكون معكم في هذا اليوم ونحن والحمد لله، مجتمعنا متماسك والحمد لله، ومثقفونا وإعلاميونا وكل مستويات البلد عندنا، وكل العاملين في كل مكان الحمد لله إخوة متحابون متعاونون على الحق والتقوى.
ونحن يا إخوة وأخوات يا أبناء وبنات في بلد الإسلام والمسلمين، هي قبلة المسلمين، لذلك يجب أن يكون إعلامنا دائمًا كما نحن سائرون على نهج الكتاب والسنة الذي قامت عليه هذه الدولة، الذي هو أساس اتجاه كل مسلم في العالم خمس مرات لمكة المكرمة، مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ومدينة رسول الله ولذلك أهمية أن يكون مثقفونا على خلفية وهم كذلك إن شاء الله على خلفية كاملة بأهمية هذا البلد هذه أهميته الكبرى. نعم المملكة تشكل الجزء الأكبر من الجزيرة العربية، هي منطلق العرب وبالتالي المنطلق للكتاب والسنة وأقول دائمًا وأكررها يكفي العرب عزًا أن يكون القرآن نزل على نبي عربي في أرض عربية بلغة عربية، هذه نعمة كبرى ولكنها مسؤولية أكبر علينا، يجب أن نربي شبابنا أبناء وبنات أن يعرفوا ويتأكَّدوا ما هي أهمية بلدهم. نحن والحمد لله نتمتع بالأمن والاستقرار فيه، ويأتونا حجاج بيت الله والمعتمرون والزوار آمنين مطمئنين بين مكة والمدينة بأمن واستقرار الحمد لله، يمشون من البحر الأحمر إلى الخليج هم كذلك، ويمشون من الجنوب إلى الشمال هم كذلك، نعمة من ربنا يجب أن نحمد الله عليها، لكن لم تأت إلا أن هذه الدولة التي نحن فيها الآن عندما أقامها عبدالعزيز وتبعه أبناؤه سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله قامت على الكتاب والسنة هذه الدولة. إذا منطلقنا واحد والحمد لله شعب ودولة، وأحب أن أقول لكم: يا إخوان نتحمل مسؤولية الآن وولي العهد معي وأبناؤنا نتحمل مسؤولية، أن رحم الله من أهدى إلي عيوبي يكتبون في الإعلام فليكتب من يكتب لكن أي شيء تشوفون له أهميته الأخرى فأهلاً وسهلاً، التلفون مفتوح والأذن مفتوحة والمجالس مفتوحة وأقول مرة ثانية: أرحب بكم وأحييكم وأراكم دائمًا إن شاء الله على الخير والبركة وأسال الله التوفيق للجميع.
ثم تشرف الجميع بالسلام على خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-.
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.