طهران قد تتخلى عن الأسد لقاء الحصول على مصالحها ">
طهران - أحمد مصطفى:
يعتقد خبراء إيرانيون بأن دعوة إيران للمشاركة في تسوية الأزمة السورية دليل واضح على تغيير الموقف الإيراني إزاء التمسك بالنظام الأسد كخيار لتسوية الأزمة السورية. ويقول الخبير الإيراني محمد حسن طيب زادة لـ(الجزيرة): إن إيران في ظل حكومة الرئيس روحاني تعتقد بأن الأزمة السورية يمكن تسويتها إذا ما جلست قوي المعارضة السورية وتوصلت إلى آلية موحدة لمرحلة ما بعد الأسد وأضاف طيب زادة: إن حكومة روحاني لا ترى إلزامًا التمسك بالأسد كخيار نهائي في مقابل إجماع سوريا على رحيله.
وأوضح الخبير الإيراني بأن إيران تريد وضعًا نهائيًا لقتلاها والشعب السوري والأعمال الإرهابية التي باتت تتوسع من خلال سوريا) ويشير كاتب إيراني إلى أن قبول إيران بمناقشة المرحلة الانتقالية لسوريا وأن إيران قد تؤيد خيار الرحيل للأسد في ظل مشاهد مرعبة ومخيفة للشارع الإيراني الذي استقبل جنائز شبابه بلهفة وتساؤلات مريرة فإذا كان الرحيل يعني إيقاف حمامات الدم المتجولة في المدن السورية والهجرة المتواصلة لهذا البلد وتساقط شبابنا فلماذا لا يرحل الرئيس؟ تقول سيدة في جِنازة الجنرال حسن همداني: كثيرون من زعماء أوروبا وقادتها تركوا الكراسي لأجل عيون شعوبهم فلماذا الاستثناء في سوريا التي تدفع كل يوم ضرائب الحماقات للرئيس ومعارضيه؟ وحول التداعيات المتواصلة في إيران إزاء الخسائر الأليمة والثقيلة لشبابهم في سوريا والعراق أكَّد الكاتب الإيراني حسين يزدي بأن الخسائر الإيرانية المتواصلة في سوريا قد ألقت بظلالها على مركز القرار الإيراني وقد برزت اختلافات واضحة بين القيادات الإيرانية وخصوصًا أن الرئيس روحاني يمتلك مشروعًا يقضي بضرورة إيجاد تسويات لأزمات المنطقة والتفاهم مع أمريكا بعد النووي على تسويات أزمات المنطقة ضمن معادلة (الربح للجميع) ويضيف: إيران تريد حصة من الكعكة مقابل ذلك يواصل الحرس وقوي أصولية معارضتهم لأي تسوية تؤدي إلى الإطاحة بالأسد؛ وقام الحرس بإجراء مناورات في رسالة واضحة للداخل والخارج بأنهم مازالوا رقمًا لا يستهان به في المشهد السياسي الإيراني لكن تفاهمات الثلاثي (خامنئي-روحاني-رفسنجاني) قد توصلت إلى صيغة مع أمريكا والدول الكبري تحفظ لإيران حدودها ومعالجة مشكلاتها الاقتصادية والحصول على موقع في الخريطة الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط.