م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- أن تكون مفكراً يعني أن تكون مختلفاً.. وأن تقف كثيراً وحدك.. وأن تواجه العواصف ويثور بعض الناس في وجهك.. أو أن تلوذ بالصمت وتربح السلامة وتخسر نفسك.
2- الدكتور طارق الحبيب من النماذج السعودية المفكرة.. والذين يتابعونه ويُقَدِّرون عمله لا يقلون عدداً عن الذين يحرضون عليه ويستهجنون فكره.. لكن تدفقه اللغوي ومهارته في عرض موضوعه وأسلوب أدائه الدرامي السريع السهل الممتع جعلته علامة بارزة ذات تأثير ظاهر يجب احترامه والاستفادة منه في توجيه الرأي العام.
3- الدكتور طارق في مقالة قديمة له حاول قراءة نفسية المجتمع السعودي.. ووصفه بأنه نوع فريد في أيديولوجيته التي تتكون من مزيج سياسي وديني وقبلي تناسقت فيه أمور لا تتناسق في الظروف الاعتيادية.. وتعايشت فيه اختلافات من الغريب أن تتوافق في مجتمع من المجتمعات دون حدوث صدام أو حتى جدال كبير.
4- يقول الدكتور طارق: المتأمل في شخصية المتدين وغير المتدين من السعوديين سوف يجد التشابه الكبير.. وما التفلت لدى غير المتدين والتشدد لدى المتدين إلا اختلاف سلوكي لا فكري.. أما البنية الشخصية فهي متقاربة لأنها نتاج ذات التربية الاجتماعية التي شكلت طريقة التربية الدينية.. لأنها أقوى وأكثر تجذراً في الوعي الفردي من التربية الدينية.
5- ويكمل الدكتور طارق: ويلاحظ أن المتدين السعودي يفضل الانتماء إلى الأمة الإسلامية أكثر من الانتماء إلى وطنه.. وهو بذلك لا يختلف عن غير المتدين الذي ينزع إلى الانتماء إلى قبيلته أو منطقته أكثر من الانتماء إلى وطنه.. مما يعكس تشابهاً في اضطراب المفاهيم لدى الفريقين.
6- كما يصف الدكتور طارق المجتمع السعودي بأنه يتسم بالشك بالآخر وهو ما يراه ميراثاً اجتماعياً.. مما نتج عنه ضعف القدرة على التكامل بين فئاته.. وأن الشخصية السعودية لا تعبر عن أفكارها الحقيقية.. لذلك فهي تؤدي غالباً الدور الذي يجب أن تمارسه وليس الدور الذي تحب أن تمارسه.. ورغم ما يفعله الشك في الشخصية من العزلة إلا أن الفرد السعودي إذا عاش خارج محيطه وبعيداً عن إطار مجتمعه فإنه سرعان ما يتشكل ويتعايش مع البيئة الجديدة.. مما يعني أنها سمة نفسية اجتماعية أكثر من أنها سمة متأصلة.. ورغم قناعة الشخص السعودي بعدم جدوى بعض السمات إلا أنه غالباً يمثل دور الحريص عليها.. لذلك تختلف لديه القيم المضمرة عن القيم المعلنة.
7- هذه وجهة نظر من متخصص.. هل هناك وجهات نظر أخرى عن الشخصية السعودية؟.