م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
كتبت الزميلة: فوزية الجارالله في عمودها (فجر آخر) في هذه الجريدة كيف أنها تتردد في نشر كتاباتها.. ليس لجرأتها أو غموضها أو غير ذلك بل طلباً في الاستزادة في بحث موضوعها وهذا لا يأتي إلا بالمزيد من القراءة.. وهي بعد ذلك كله لا يغادرها الإحساس أن الموضوع لا زال بحاجة إلى المزيد.. تلك المقالة التي تبدي فيها الزميلة احترامها للقارئ أثارت في بالي بعض ما أراه من جماعة الكُتَّاب ومن ذلك:
1 - هناك كاتب يتسلى بنا وكاتب يسلينا.. كاتب ينهض بنا وآخر يحبطنا.. من يجلدنا بمثالب ليست فينا ومن يوهمنا بانتصارات ليست لنا.. ومن يتراوح بين النقيضين حسب مزاجه ذلك اليوم.
2 - هناك كاتب كلامه انطباعي.. كله تمنيات وأحلام وتخيلات.. يكتب وفق المثل النجدي (افتح فمك يرزقك الله).. وكاتب يغرف من بحر.. يطربك بالورود وبالعلوم وبالتسالي.
3 - هناك كاتب يريح أعصابك وعينك وتفكيرك ويقودك من يدك إلى حيث يريد دون إجهاد لك أو لي لذراعك وتنتهي من مقالته أسرع مما رغبت.. وهناك كاتب يوتر أعصابك ويرهق عينك ويشغل ذهنك وفي النهاية لا يقودك إلى شيء.. ولا تذكر من مقالته سوى الإرهاق ولا تحس بعدها سوى بمشاعر الاحتجاج والاعتراض أو الإحباط أو التشاؤم.. وفي الغالب لا تنهي قراءتها.
4 - هناك كاتب يثير الأسئلة.. عينه ناقدة ورأيه متزن.. يحلل ويشخص ويقترح الحلول.. وآخر يفرض الأجوبة مع أن عينه حولاء ورأيه أعرج.. لا يبدأ مقالته بالتحليل بل بكلمات مثل: «يجب ويفترض ولا بد».. وهو لا يشخص الداء ولا يقترح الحلول بل يلقي بتبعاتها إلى حضن الدولة أو المجتمع وكأنه فرد آت من المريخ.
5 - هناك كاتب باحث يؤصل للأمور والأشياء ويبدي رأيه وفق مؤشرات ويعرض مقترحاته بناءً على تجربة.. وآخر يلفظ ما في عقله كما يلفظ ما في جوفه.
6 - هناك كاتب ينقِّح ما يكتب ويراجعه ويعالجه ويزيد عليه ويختصر منه حتى لا يَعُدْ لديه ما يضيفه إلى المقالة أو يحذفه منها قبل أن يسمح بنشرها.. وهناك آخر تكون لديه فكرة واهية فيتوسع في عرضها ويستطرد كثيراً في حشو لا فائدة منه إلا ملء مساحة المقالة.
7 - الخلاصة: أن هناك كُتَّاب يحترمون عقلية القارئ.. وهناك آخرون يستخفُّون بها!.