د. منال عبد الكريم الرويشد
يعد الفن التشكيلي أحد روافد الثقافة في المملكة العربية السعودية، فهو نتاج إبداعي متنوع الاتجاهات والأساليب تتعدد مصادره ويستلهم من التراث والبيئة والطبيعة وأفكار المجتمع والموروث الحضاري، وقد ارتبط الفن التشكيلي السعودي في بداياته بالتعليم العام والعالي ومر تاريخياً بمراحل عديدة، كما أثرت العديد من العوامل والسمات على الحركة التشكيلية ولعب التغيير الاجتماعي والنمو في الموارد البشرية وتعدد منافذ الفن بين الحكومي والخاص وانتشار قاعات العرض والمراسم الشخصية وتشكيل الجماعات الفنية، وتعدد أدوار الجمعيات ورعاية الشباب جميعها لها دور من خلال البرامج الموجهة، وكذلك وصولا إلى إقرار تشكيل الجمعية السعودية للفنون التشكيلية من قبل وزارة الثقافة والإعلام والتي مارست دورها ومهامها وفق اللائحة التنظيمية لعملها. وقد دشنت جسفت المركز الرئيس منصة الفن التشكيلي السعودي هذا الأسبوع وهو أحد مشروعات الجمعية المعاصرة، تقوم فكرته على تصميم وتنفيذ مناشط ثقافية تشكيلية كمبادرة من الجمعية لإثراء الوسط الثقافي السعودي مما يحقق فرص تواصل ثمينة بين الجمعية والأعضاء تعمل على تأصيل التعاون لحضور البرامج والمشاركة فيها بأنشطة مستدامة لمختلف مجالات الفنون التشكيلية.
وتهدف المنصة إلى دعم الحركة التشكيلية في المملكة وإتاحة فرصة التواصل بين التشكيليين وجمعيتهم من خلال تنفيذ عدد من البرامج والمشروعات. وتعزيز دور الفروع بإقامة برامج إثرائية تحقق التواصل والتعاون مع مختلف القطاعات. وخدمة أكبر عدد من الفنانين ومن مختلف الأجيال خصوصاً الرواد وأصحاب الحضور المبكر في الساحة التشكيلية السعودية بالمشاركة في أنشطة المنصة المتنوعة.
وتعتمد المنصة على خدمة الفن التشكيلي السعودي ودعم الفروع للجمعية في المناطق والمحافظات وتعزيز حضورها في المجتمع وبأعلى مستوى من التنظيم واختيار البرامج.
وتتحدد البرامج الرئيسة للمنصة في التالي:
أولاً: مرسم المنصة، ويتضمن عددا من النشاطات كالمرسم الحر مفتوح للراغبين في ممارسة الرسم في مقر الجمعية باستمرار. ومرسم منظم من خلال الورش والدورات التي تحدد في خطة الجمعية للمنصة. ومعرض مصاحب لنتائج الورش والدورات والمرسم الحر.
ثانياً: المعرض الدائم للمنصة، ويتضمن معرضا دائما لعرض الإنتاج الفكري للفنانين التشكيليين والتشكيليات من رواد الحركة التشكيلية في المملكة والأعضاء للجمعية لزوار الجمعية بمختلف مستوياتهم الثقافية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية.
وتتاح فرصة تسويق الأعمال المعروضة لمن يرغب اقتناء اللوحات من داخل أو خارج المملكة لقطاعات حكومية أو خاصة. واستقبال ضيوف منطقة الرياض من الوفود المشاركة في الفعاليات الثقافية أو المؤتمرات أو غيرها بالتنسيق للزيارة مسبقا. والتعاون مع الجهات ذات العلاقة لعرض الأعمال وتغير المعروضات حسب الحاجة.
ثالثاً: منبر المنصة، ويتضمن إعداد مسابقات في مجال الدراسات والبحوث لطلبة أقسام التربية الفنية بالجامعات وغيرها. وإعداد أمسيات لقراءة تجارب المنتسبين للمرسم يقوم عليها مختصون أكاديميون. وإقامة محاضرات وندوات تختص بتجارب الفنانين الرواد وغيرهم.
رابعاً: مكتبة المنصة، وتتضمن مصادر للمعلومات والكتب المتعلقة بالفن التشكيلي وكتيبات المعارض والإهداءات التي ترد للجمعية والنشرات التوثيقية والدراسات البحثية التي تهدى للجمعية. وستمارس عددا من نشاطات المنصة خارج الجمعية بإقامة « أسبوع الفن التشكيلي السعودي» في عدد من المحافظات بالاتفاق مع الجهات الرسمية والخاصة ومنها أسبوع الفن في الدرعية متضمناً عدداً من الأنشطة التشكيلية. وإقامة برامج أسرية بعنوان (أسبوع فن الأسرة التشكيلي) وكذلك إقامة أنشطة فنون تشكيلية للجاليات في الحي الدبلوماسي بالتنسيق مع السفارات والجهات المسؤولة عن قصر طويق أو المركز الثقافي. وتفعيل المشاركة في المناسبات والفعاليات الوطنية والإقليمية والدولية. ما يهيئ للجمعية السعودية للفنون التشكيلية توثيق علاقة تبادل خبرات ونمو ثقافة وتعميق دور الدعم والشراكات، ويتيح للتشكيلي فرص للمشاركة والحضور والدور المتبقي الآن على الأعضاء والتشكيليين في كيفية الاستفادة من هذا المنجز النوعي لجسفت بتدشين منصة الفن التشكيلي السعودي.