جاسر عبدالعزيز الجاسر
مثلما فعّلت مليشيات الحشد الشعبي العراقية عمليات العزل العنصري وحولت قرى ومحلات كثيرة في محافظتي صلاح الدين وديالى العراقيتين من قرى ومدن ذات أغلبية عربية سنية إلى شيعية وحتى كردية وفارسية وخصوصا القريبة من الحدود الإيرانية، ومنع العوائل العراقية العربية السنية في العودة إلى مدنها التي عاشت بها سنين كثيرة واستقدام أسر من جنوب العراق وحتى من إيران للحلول بدلاً منهم، وهو ما حصل في مدينة سامراء وجلولاء وخافقين وغيرها من المدن التي طردت منها مليشيات داعش لتحل محلها مليشيات الحشد الشعبي الذي تحول إلى حشد شيعي للمليشيات الإرهابية التي جعلت من كل عربي سني عدواً لها يجب التخلص منه، وهو ما تتخوف منه العشائر العربية في محافظتي الأنبار ونينوي اللتين تعارضان أن تشارك مليشيات الحشد الشعبي في معارك تحرير المحافظتين من داعش،حيث يستذكر أهل الأنبار والموصل ما فعلته مليشيات الحشد الشعبي، وخصوصا مليشيات كتائب حزب الله العراقي التي ارتكبت جرائم قتل وحرق ونهب في مدن وقرى صلاح الدين بحق سكانها من العرب السنة وأجبروا أهلها على الخروج منها ومن لم يستجب لإبعاده عن مدينته تحرق منازلهم وتنهب متاجرهم. مليشيات الحشد الشعبي التي يقودها ضباط في الحرس الثوري الإيراني تقوم بعمليات تغيير ديمغرافي تحت نظر القوات العراقية التي لا تستطيع أن تفعل شيئاً، لأن قادتهم من نفس المكون المذهبي، وحتى وزير الدفاع الذي رشح من قبل الأحزاب العربية السنية لم يستطع أن يفعل شيئاً لأن قادة الجيش حتى وإن أمرهم بالتصدي لعمليات التغيير الديمغرافي لن ينقذوا أوامره، بل أصبح هذا الوزير يمتدح أفعال وبطولات الحشد الشعبي الذي تظهر بطولاته في منع المهجرين من عرب السنة من دخول بغداد ويتخلى عنهم عندما يفر من الرمادي والفلوجة.
هذا العمل المحموم الذي يجري في العراق لتغيير الطبيعة السكانية للمدن العربية السنية في وسط وغرب العراق يتم الآن في سوريا وخصوصا في محافظات حمص وحلب وحماة حيث لاحظ السوريون استقدم مئات الآلاف من الإيرانيين وبعضهم تم منحهم الجنسية السورية وفقاً لرؤية بشار الأسد الذي نفذ قوله بأن الجنسية السورية يستحقها من يدافع عن سوريا، ولأن الإيرانيين هم من تكفل بالدفاع عن نظام بشار الأسد فإنه استقدم ثمانين ألف جندي من الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الطائفية من العراق ولبنان والهند وأفغانستان وباكستان لتهيئة المحافظات السورية الثلاث، حمص وحلب وحماة وبعد الاستيلاء عليها عسكرياً يتم استيعاب من سيقدمون من إيران وأفغانستان لتحقيق واحدة من أكبر عمليات التغيير الديمغرافي على حساب العرب.