انطلاق برنامج «سفراء الوسطية» في رحاب جامعة طيبة بمشاركة طلبة من 20 جامعة من مختلف المناطق ">
المدينة المنورة - مروان قصاص:
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة انطلقت أمس الأربعاء فعاليات برنامج «الوسطية» الذي تنظّمه جامعة طيبة بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وتستمر فعالياته لمدة يومين يشارك به نخبة من المدربين لتدريب طلبة من 20 جامعة سعودية على الوسطية ونشر مفهوم التوسط والاعتدال بينهم.
وبدأت الفعاليات بالقرآن الكريم ثم كلمة لمدير جامعة طيبة الدكتور عدنان بن عبدالله المزروع رحب من خلالها بالمشاركين والضيوف وقال: كم هو جميلٌ أن تتزامنَ انطلاقةُ برنامج (سفراء الوسطية) مع انطلاقةِ العامِ الجديد, إنهُ يذكِّرنا بانطلاقةِ الإسلامِ إلى العالمِ من طيبةَ الطيبة, عندما هاجر النبيُّ إلى المدينةِ فأضاءَ الإسلامُ العالمَ كلَّه بنقاءِ عقيدَتِهِ وكمالِ شرائِعِهِ وسُموِّ أخلاقِه، وأضاف: «كلما تأملنا سيرة قدوتِنا صلى الله عليه وسلم رأينا الرحمةَ تَنْسكبُ من مواقفها وأحداثها والتواضعَ يُعَنْوِنُ كلَّ دقائِقَها وجوانبَها، والتوسطَ والاعتدالَ هو العنوانُ الأبرزُ الذي تنبثق منه تكاليفُ الإسلامِ وأحكامِه وشرائِعِه وأخلاقِه، وأشار إلى أن النموذجُ الأسمى في التوسطِ والاعتدالِ: عقيدةً، وعبادةً، وسلوكاً وأخلاقاً، في تعاملِه مع القريِب والبعيدِ، والغنيِّ والفقيرِ، والكبيرِ والصغيرِ, والمؤمنِ والكافرِ، والرجلِ والمرأة، نلتقي اليوم لنترسَّمَ خطى النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأضاف نحن الأمةُ الوسط, هكذا وصفنا ربنا في كتابه العزيز وأخبرنا فقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، وأضاف اليوم نلتقي لا لِنُعزِّز مبدأَ الوسطيةَ ومنهج الاعتدالِ في نفوسِنا فحسب، بل لنكونَ سفراءَه والدعاةَ إليه، فأنتم باكورةَ الانطلاقة الشبابية التي تحملُ على عاتِقِها تعزيزَ مفهومِ التوسُّط والاعتدالِ, ونشره بين الشبابِ والفتياتِ في جامعاتِكم, بل وفي وطنكم, وينتظرُ الجميعُ منكم أن تعملوا خلال يومي البرنامج على تقديم مبادرات شبابية تسهم في تعزيز الوسطية ونشرها»، وقدَّم الدكتور المزروع الشكر لمركزِ الملك عبدِ العزيز للحوارِ الوطني, الذي يشاركُ الجامعةَ وتُشارِكُه في تنفيذِ برامجَ عمليةٍ تُسْهمُ في تحقيقِ مجموعةٍ من الأهدافِ المشتركة تُعنى على وجه الخصوص بشباب الوطن, وبرنامجُ سفراءِ الوسطيةِ يُمَثَّل انطلاقة هذا التعاونِ والتكاملِ بين المركزِ والجامعةِ. وقال إنه سيتبُعُه بعد أسبوعين إن شاء الله برنامجُ (تبيان) الذي تستمرُ فعالياتُه أسبوعاً كاملاً.
فيما ألقى الدكتور محمد السيد كلمة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أشار فيها إلى أن من أهم مكتسبات هذا الوطن الوسطية والبعد عن التشدد، مشيراً أن إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني دعم لها والذي يحظى برعاية من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- ليقوم هذا المركز بدوره في المحافظة على خصوصية البلاد في ظل تسارع الاحداث العالمية وما تمر به المملكة من أحداث تستهدف شبابها والتصدي لظاهرة التطرف وحماية الشباب، مشيراً إلى أن من أهداف المركز تعزيز قنوات الاتصال الفكري وذلك بتكريس الوحدة الوطنية من خلال البرامج، وقال إن من أهم اتفاقيات الشراكة التي عقدها المركز كانت مع جامعة طيبة وذلك من خلال برنامج وسطية، مثمناً بذات الوقت لأمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان آل سعود - حفظه الله- رعايته للبرنامج ولجامعة طيبة على تنظيمها له. وانطلقت ورش العمل التدريبية مساء أمس بدورة «التعصب الرياضي» قدّمها الدكتور محمد السيد فيما شمل برنامج الورش التدريبية لليوم الثاني ورشة عمل «الحوار الحضاري» قدمها للطلاب الدكتور محمد السيد وللطالبات الدكتوره فاطمة القحطاني والتي تهدف إلى تعزيز الحوار الحضاري من خلال وضع خطوات إجرائية لفهم عملية الحوار والمشاركة فيها واستثمارها بما يعود على الفرد والمجتمع والوطن بالخير واستعمالها وسيلة للتعرّف على الآخر وتعريفه بنا وبحضارتنا وديننا، وانقسمت الورشة التي حضرها عدد من الطالبات من كافة الجامعات السعودية إلى ثلاث وحدات شملت الوحدة الأولى منها مرحلة التأسيس وذلك بوضع المحاور الأساس لعملية الحوار الناجحة وتحديد أهدافه وتعزيز مفهوم هويته واعتزازه بها ويحدد مفهومه للأخر ويتعرّف إلى ثقافته وحضارته ويميز نقاط الاتفاق والاختلاف بينهما كما يتعرّف إلى نطاق حوارات الحضارات ويتفهم أهمية أخذ زمام المبادرة للبدء في عملية الحوار، فيما شملت الوحدة الثانية مرحلة التنفيذ بعنوان «كيف تحاور» وتناولت وضع آلية الحوار للمحاور والكيفية التي تتم بها عملية الحوار وذلك من خلال نقاط تشمل ما يختص بالحوار والمتحاورين بدءاً باستحضار الأهداف والإلمام بموضوع الحوار من قبل المحاور والآخر على حد سواء مروراً بمظهر المحاور والكلمات التي يستخدمها، وشملت الوحدة الثالثة مرحلة التقويم بعنوان «هل انتهيت» وهو سؤال مجازي يراد به لفت الانتباه إلى أن عملية الحوار مستمة استمرار النوع البشري لعظيم حاجتهم إليها.
فيما قدمت المدرب الدكتور سلطان المسعري للطلاب والمدربة شادية عمار دورة بعنوان «الحوار من أجل السلام» ذكرت من خلالها أن الحوار مبدأ راق لا يكاد يرفضه عقل سليم وهو خطوة أولى نحو التعرّف على الذات وإزالة سوء الفهم داخل الدائرة الواحدة (المشتركين في ثقافة وحضارة واحدة) وهو المدخل الإنساني للاقتراب من الدوائر الخارجية (خارج الحضارة الواحدة) ليكون الحوار مثمراً ومؤثّراً ومقنعاً لا بد أن يتم عادة في ظروف طبيعية، وتهدف الورشة التدريبية إلى إكساب المشارك المهارة في الحوار والتواصل الفعال مع أبناء الحضارات الإنسانية لتحقيق التعايش والسلام، وبيّنت المدربة خلال الورشة أهمية الحوار الحضاري في تحقيق التعايش والسلام بين أبناء الحضارات وتحديد مفاهيم الحوار الحضاري ومقترحات لبناء حوار حضاري ينمي لغة التسامح والسلام وتقيم المستوى الشخصي لبناء حوار حضاري يؤمن بالقيم المشتركة وتوظيف لغة الجسد بطريقة إيجابية للتواصل الحضاري مع الشعوب المختلفة واقتراح إستراتيجيات للتعامل مع الاختلاف وحل النزاع وتطبيق عجلة الحوار الحضاري بطريقة صحيحه في مواقف حوارية حضارية.