سعد الدوسري
من هو الأكثر تأثيرًا على فضاء مواقع التواصل الاجتماعي؟!
سؤال مخيف، أليس كذلك؟!
هو يخيف مَن يخطط ليكون الأكثر تأثيرًا، ويُسعدُ من يعرف أنه الأكثر تأثيرًا.
لنترك السؤال عن «مَنْ» لبرهة، ولنسأل:
ما هي القضية الأكثر حضورًا على ساحة التواصل الاجتماعي؟!
أهي الرياضة؟!
أم الاستعراض الذاتي؟!
أم الفضائح؟!
بلا شك، أن كل هذه القضايا تسجل حضورًا مهمًا، لكن القضية الأكثر بروزًا هي أخبار وقصص وصور وفيديوهات الجماعات المتطرفة.
أما لماذا هي كذلك؟! فالجواب معروف لدى البعض، وغير مهم لدى البعض الآخر. أما البعض الثالث، فهم يتجاهلونه بلا وعي منهم بحقيقة ما يحدث.
لا أحد ينكر أن هذه الجماعات تملك قاعدة واسعة، لأسباب لا مجال لسردها هنا، ولا أحد يختلف على أنها تستغل هذه القاعدة، لكي تنشر موادها بشكل يومي، وهذه المواد لا ينتجها هواة، بل محترفون في هذه الصناعة. وفي المقابل، لا نجد من يواجه هذه المواد الاحترافية، بمواد توازيها في المجال الإنتاجي، مما يجعل المعادلة تنزاح بشكل كبير جدًا لصالح الجماعات المتطرفة.
إنَّ الجهود الشخصية لأصحاب الحسابات في تويتر وفيسبوك وأنستجرام وسناب تشات، هي جهود تلقائية وعفوية مهمة، ولكنها لن ترقى لتكون حربًا مع منتجات هذه الجماعات. المطلوب هو عمل إعلامي منظم على كل الجبهات، وليس على مواقع التواصل الاجتماعي. المطلوب عمل منظم تقوده مؤسسات رسمية، وتستعين لتحقيقه بكل الفعاليات الإعلامية المشهود لها بالحرفية، وليس بهواة أميين يريدون أن يستغلوا الأزمة لمصالحهم الشخصية، وبعضهم يقولون ما لا يضمرون!