سعد الدوسري
يستغرب الكثيرون وجود بعض المخالفات، دون أن يكون هناك حراك لردعها. ولقد استشهدتُ الأسبوع الماضي بحالة الورش في المناطق الصناعية، وكيف أنها تشكل تهديداً أمنياً واقتصادياً وأخلاقياً على المجتمع، دون أن يتحرك أحد لعلاج هذه الحالة، على الرغم من هذا الأحد موجودٌ في هذه المناطق، ويشاهد المخالفات بأم عينه.
اليوم، نقف أمام إشارات المرور، ونقرأ على أعمدتها إعلانات مخالفة للنظام، دون أن يزيلها أحد، ودون أن يعاقب أحد مَنْ وضعها، علماً بأن أرقام التواصل مكتوبة على الإعلانات. مثل هذه الملصقات تزداد في كل مكان، على الأعمدة وعلى مكائن الصرف الآلي، وتصل أحياناً للمنشآت، مما يدل على أن فرض العقوبات على من يضعها معدومٌ تماماً، وكأن هناك من يشجع على وجود هذه المخالفات المالية الخادعة، كما هو الحال في ورش الصناعية.
إن التحقيقات الجنائية تكلف الدولة الشئ الكثير، أما هؤلاء فهم مثل المجرم المعترف بجريمته أمام حشد كبير من الناس، في ساحة عامة. ولن يبقى، سوى أن يتحرك رجل الأمن من مكانه المعتاد، ويقبض عليه.
لقد لفتتْ المنجزات الأمنية في مجال الحملات الإستباقية لإحباط مخططات الإرهابيين، أنظار العالم أجمع، وكذا الأمر في مجال خدمة وحماية ضيوف الرحمن، ولا شك أننا سنسجل بحول الله إنجازات مشابههة للقضاء على الأنماط الأخرى من المخالفات، التي قد يبدو بعضها بسيطاً، ولكنه يخفي تحته الموت الزؤام.