علي الخزيم
الهَرْطَقَة: الإِتْيَان بِالْبِدَع الْمُخَالِفة لأُصُولِ الدِّين، يقال هَرْطَقَ الرَّجُلُ؛ صار هَرْطُوقِيّاً، أَيْ مُحْدِثاً لِلْبِدَعِ وَالْخُرَافَات، وهذا ما ينطبق على ملالي طهران وقم وبقية (المسفسطين) عندهم والتابعين لفلكهم لا سيما في محيطنا العربي ممن غيبت عقولهم عن قضايا أمتهم وصُرفت إلى معاداتها باستمالتها إلى قضايا قومية يقودها فئة من الفرس ضد المسلمين العرب، والسفسطة بأقرب معانيها ـ نظراً لتحولاتها التاريخية ـ هي: فن (أو قُلْ غَوْغَائية) الجدل والحرص على الغلبة دون التزام بالحق والفضيلة، وأصبحت مرادفة لكلمتي (الخداع والتضليل)، وما سبب عداوة أقوام من فارس لمسلمي العرب إلا أنهم صدعوا بأمر الله ورسوله وجاهدوا لنشر الإسلام كما امروا، دون ظلم أو عدوان، سالموا من سالمهم، ومن بغي واعتدى وأنكر دعوة الحق فليس له (آنذاك) إلاّ المواجهة كما هي توجيهات الشارع الحكيم، وهذا ما كان بالعدل والرأفة والرحمة؛ غير أن فئام من فارس منذ زمن الفاروق رضي الله عنه ما زالت تنكر أي دعوة إسلامية مصدرها أرض العرب وقادها عباقرة الإسلام، اذن هو حقد دفين يظهر وينتشر كلما وجد مُناخاً مساعداً.
منذ عقود وإيران لا توفر جهداً وكيداً وخبثاً من شأنه تعكير صفو الحج وتكدير راحة ضيوف الرحمن والاخلال بأمنهم، لتجد مبرراً للدعوة لما تسميه بالتدويل لإدارة شؤون الحج، لم تفت فرصة لإدخال المتفجرات والأسلحة للمشاعر، وبافتعال المشاحنات والعراك مع رجال الأمن ووفود الحجيج واختيار أماكن معينة لإحداث التزاحم والتدافع المسبوق بإعلان الشعارات الطائفية والعبارات الخارجة عن مضامين شعائر الحج والعمرة، مما نتج عنه خسائر بالأرواح والماديات في كثير من مواسم الحج أمام المسلمين ومرأى العالم كله، بل إن العالم يعرف ما يفعله هؤلاء منذ أن قدحت شرارة الحقد الفارسي المجوسي في صدورهم مروراً بالقرامطة وصولاً إلى ما بات يحدث بالمشاعر تباعاً كل عام، وآخره هذه السنة من افتعال مخالفة خطط التفويج، والتدافع والتظاهر بشعارات منهي عنها تجرح وتخدش قدسية الحج، ومع هذا كله ألا يحق لأمة الإسلام قاطبة أن (تتنادى وتأتمر لتقرر ما يمكن فعله لمنع مثل هذا العبث الفارسي بالمشاعر المقدسة)؟ مما تفرزه أحقادهم التي لا تعني عامة المسلمين بل إنها تقلقهم وتقلل من تماسك هذه الأمة وتحط من قدرها وتَفُت من عزمها لمواجهة قضاياها المصيرية، وهذا ما تسعى اليه (طهران وقم) ومن انخدع بتقيتهم بالشعارات المصطبغة زوراً بالإسلام، هم بمزيد من الوقاحة لا يخجلون من الحديث حتى في المنابر الدولية الأممية عن هذا الهاجس، بينما نحن ما زلنا نمارس الحكمة وضبط النفس، ويبدو لي أن هذا النهج لا يخدم أمة الإسلام خاصة إذا كانت تواجه هذا الصنف والصف من الأعادي المتربصين الممعنين بالتّشدّق والغطرسة ودعم أجنحتهم ضدنا بكل الوسائل، وشعاراتهم مخالفة للشرع بشركياتها وانحرافها العقدي، والله سبحانه يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هذا} الآية 28 التوبة، فهل من مفسر؟!