د. عبدالرحمن الشلاش
في مقطع تم تداوله الأسبوع الماضي لمجموعة من الشباب من بغال داعش ينتقد فيه أحد هؤلاء الهمج والجهال المجتمع السعودي الشريف النبيل بسخرية غبية بأنهم يقولون لو قال واحد تكفى ما تذبحه حتى لو كان مشركا أو كافرا أو مرتدا، ووصف هذا الأمر بالضلال، وكان يشير لحادثة الشملي ومقتل مدوس العنزي غدرا على يد ابن عمه الداعشي سعد، والذي لم يرضخ لتوسلات مدوس حينما أطلق صيحاته المخنوقة « تكفى يا سعد» فصوب بندقيته وأطلق عليه الرصاص، وفي نظر هذا الغبي الداعشي، ومن كانوا يجلسون معه من الرعاع، فإن ما فعله الإرهابي سعد يعد بطولة عظيمة لأن كل سعودي، وخاصة رجال الدولة والأمن كفرة ومشركون ومرتدون، وبلاد التوحيد والمقدسات والإسلام حسب فكرهم الضال والفاسد بلاد كفر وضلال، وهم وحدهم الفرقة الناجية والتي ضمنت دخول الجنة، وفي نهاية المقطع يطلب من غبي داعشي آخر أن يلقي قصيدة يمجد فيها الإرهابي سعد ويتعرض لهذه البلاد كعادة الدواعش الضالين.
نعم أيها الداعشي، نحن السعوديين نقول تكفى ونلبي لمن يقول تكفى ونفخر بذلك، لكننا لا نقول تكفى إلا لأهل الشهامة والمروءة والنخوة، ومن تتسع قلوبهم للناس، وبطبيعة الحال فأنت أيها المارق الجبان لست منهم، وليس منهم كل سفاح قاتل آثم خرج عن الجماعة وامتهن القتل والتفجير لإيقاف قلب الحياة النابض، ونقبل تكفى لكل من يطلقها، أتدري لماذا؟ لأننا ببساطة ندرك معانيها وما تنطوي عليه من خيرية عظيمة، وعطاء غير ممنون، وهذا ما لا تدركه أنت يا فرخ داعش ومطية الإرهابي البغدادي وزبانيته من القتلة!
تكفى كلمة فيها طلب ورجاء، يقولها الإنسان عندما يطمع في كرم إنسان طيب السجايا معدنه أصيل، وليس في إرهابي لا يعرف إلا لغة القتل والدم وجز الرؤوس. لغة العطاء لا يفهمها أبداً هذا الإرهابي الجاهل حيث إن كل الأوامر التي تصدر له من أسياده لا تحتوي إلا على مفردات الكراهية والحقد على كل المخالفين وعلى توجيهات بلبس الأحزمة الناسفة والقتل والتدمير وجز الرؤوس. يدعون الدين وهو من أفعالهم بريء فهو دين العفو والتسامح والرحمة حتى مع أصحاب الديانات الأخرى.
لكلمة تكفى عمق في إرثنا نحن السعوديين؛ لأننا شعب أصيل يعطي بلا حدود، يسامح ويصفح ويساعد فكم من رقاب أعتقها كرام من هذا الوطن الكريم، وكم من قاتل عفي عنه ولو بكلمة تكفى يا من تستهين بها يا معدوم المروءة والشهامة، فليس من طباعك إلا اللؤم والغدر، سوَّد الله وجهك وبقية الأشرار من رؤسائك وجلسائك!
الشاعر الشعبي الجزل/ محمد الدحيمي.. يقول في قصيدة طويلة له:
«جيتك بكلمة كنها صعقة الويل
إن قلت تكفى لا تهاون بتكفى»
إلى أن قال
« تكفى ترا تكفى تهز الرجاجيل
ولولا ظروف الوقت ما قلت تكفى»
هذه تكفي يا من جهلتها فهي في عمقنا ما حيينا لكننا لا نقولها إلا لأهل الشهامة ونلبي من يرددها لأنها تهز كيان كل رجل شهم، وهي لغة عصية على كل خارجي، ولا يفهمها إلا من تشرب الفضائل في مجتمعات الرجال الشرفاء.