تونس ضد أي تدخل عسكري في ليبيا.. والأسد لن يكون جزءاً من الحل السوري ">
تونس - فرح التومي:
أدى الرئيس الباجي قائد السبسي منذ يومين زيارة إلى مصر التقى خلالها بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من أعضائه في الحكومة، كما شارك الشعب المصري احتفالاته بذكرى 5 أكتوبر، وكانت له لقاءات صحفية مع إعلاميين مصريين بارزين.
وأوضح السبسي، أنه لا يزال على موقفه الرافض للتدخل العسكري في ليبيا الذي اعتبر أن من واجب الدول العربية منعه وداعياً الرؤساء إلى التعامل بشكل أكثر فاعلية مع الوضع الجديد. وبخصوص الوضع في سوريا، أقر الرئيس السبسي بأن الرئيس الأسد لن يكون جزءاً من الحل, معتبراً أن خروج سوريا من الوضع الحالي هو الأهم خصوصاً بعد تغير المشهد هناك ودخول فاعلين جدد في إشارة إلى التدخل العسكري الروسي وضرباتها الجوية، فضلاً عن التدخل الإيراني في الملف السوري.
وحول الشأن المحلي، أبرز رئيس الدولة أن التونسيات والتونسيين جديرون بمعالجة مشاكل بلادهم المتراكمة منذ عقود والتي استفحلت منذ سنوات، معبراً عن تفاؤله بمستقبل تونس، وقائلاً في حوار صحفي نشر أمس: ستنجح تونس في معالجة المشاكل التي تواجهها بالتدرج لأن أغلبها موروث عن العقود والأعوام الماضية لأسباب عديدة من بينها أن بعض الساسة الذين حكموا تونس في الأعوام الماضية ليس لديهم أي خبرة في تسيير شؤون البلاد والإدارة ففشلوا.. بعضهم ناضل طويلاً في العهد السابق، ومن بينهم من قضى 15 عاماً في السجون.. لكن عندما تقضي مثل هذه المدة في السجون لا تملك بالضرورة الخبرة والكفاءة ومؤهلات فهم الملفات وتسيير البلاد ومعالجة مشاكل الشعب والتفاعل مع أولوياته.. وقد قلت منذ سنوات: إن الشرعية النضالية لا تعوض الكفاءة والخبرة .. وتوقعت أن يفشلوا في تسيير شؤون الدولة.. لذلك ورثنا إدارة منهكة ومؤسسات متعثرة.. وقد اخترنا أن نسير اليوم في مسار توافقي لتنجح جهود بناء المستقبل.
وعن نتائج زيارته الأخيرة إلى مصر ولقائه الرئيس السيسي، قال السبسي: أعتقد أن زيارتي لمصر كانت ناجحة وناجحة جداً.. وقد لمست لدى الرئيس السيسي انفتاحاً على التجربة التونسية واستعداداً كبيراً للحوار والتجاوب وتفهم وجهة النظر التي لم يكن مقتنعاً بها قبل الحوار.. وقد قدمت له وللسادة أعضائه - ثم إلى رئيس الوزراء الجديد - وجهة نظر تونس مفصّلة عن الحرب على الإرهاب من جهة والتوافق السياسي من جهة ثانية.. وعن ضرورة التمييز بين الإرهابيين والمتطرفين والتكفيريين من جهة والمسلمين المعتدلين والمستنيرين مثلنا ومثل الغالبية الساحقة من العرب والتونسيين والمصريين.