سعد الدوسري
لا يدرك الكثير من المسؤولين ما يجري داخل المناطق الصناعية من تجاوزات، وذلك لأنه لم يسبق لأحد منهم أن زارها، بهدف الوقوف على أحوالها، أو بهدف إصلاح سيارته لدى إحدى ورشها، كون سيارته، زاده الله من نعيمه، دوماً جديدة.
أولاً، يجب أن يعرف هؤلاء المسؤولون، لماذا يضطر المواطن للجوء إلى ورش المناطق الصناعية؟! لأن الخدمات التي يقدمها وكلاء السيارات في المملكة، هي خدمات سيئة واستغلالية وباهظة التكاليف. ولهذا السبب، يجد صاحب السيارة نفسه مضطراً لورش الصناعية لكي يصلح ما يطرأ عليها من خلل داخلي، أو من إصابات خارجية. ولأن المضطر يركب الصعب، فإنه يتم التغاضي عن كل المشاهدات التي يراها في تلك المناطق، وعلى رأسها وجود هذا الكم من العمالة المخالفة، التي تسلخ صاحب السيارة سلخاً شبيهاً بسلخ وكالات السيارات، مع فارق أنهم أشبه بالحلاقين الذين يتعلمون الحلاقة في رؤوس الأيتام. وهذا تشبيه حرفي لا مجاز فيه.
إننا في ورش الصناعية، أمام حالة من الفوضى التي لم تمسسها أية مجهودات رسمية، سواءً من قبل الجهات الأمنية أو البلدياتية أو الصناعية. حالة يتسيدها مقيمون من جنسية أو جنسيتين محددتين، لا يمتلكون أية خبرات، ولا همَّ لهم إلاَّ اقتسام الغنائم مع ملاك الورش السعوديين، والذين يعرفون ما الذي يجري في ورشهم من خداع واستغلال وتحايل.
ودوماً يا سادة يا مسؤولين يا كرام، المواطن هو الضحية.