سعد الدوسري
انشغل الجميع، بعد حادثة التدافع المفجعة، بالحديث عن السيناريوهات التي قادتْ لهذا الحادث، وهذا من حقهم، ولكن أحداً لم يتطرق إلى الجهود التي بذلتها الطواقم الأمنية والطبية، في الوصول لمنطقة الكارثة، بهدف منع المزيد من الضحايا، وبهدف إنقاذ المصابين.
لقد تحدثت مع العديد من زملائي العاملين في المجال الإسعافي، من جنسيات مختلفة، وبميول فكرية وسياسية ومذهبية متنوعة، واتفقوا جميعاً على أن التعاطي مع الحدث كان مهنياً، وأنه لم يكن في الإمكان، في ظل وجود هذا العدد الهائل من البشر، وفي تلك البقعة الضيقة المحاطة بالسياج الحديدي، تقديم أكثر مما قُدم، سواءً من ناحية توجيه الحجاج إلى خارج المنطقة، أو تسهيل دخول الطواقم الإسعافية لها، وإنقاذ من أمكن إنقاذه.
أنا لا أعترض على أن يدلي أي إنسان برأيه، مهما كانت خلفيته، ولكنني أحاول أن أكون موضوعياً، فيما يتعلق بالتعاطي مع تبعات الحادث، وليس مع أسبابه. وذلك لأن الحادث وقع، وانتهى الأمر، والأهم في لحظة وقوعه، هو كيف سنصل إلى المنطقة التي وقع فيها، بوجود هذه الحشود الإستثنائية، وكيف سنمنع المزيد من الضحايا، وكيف سنصل للمصابين؟!
لقد قال المختصون بطب الحشود كلمتهم في هذا المجال، وأنا أنقلها فقط.