سعد الدوسري
في الوقت الذي نحمّل فيه المجتمعات مسؤولية المنتجات الشبابية التي تنتجها نجدنا أمام حالة احترام وإعجاب لكل من يعمل بإخلاص لرعاية أبنائه وبناته، الرعاية التي تنعكس إيجاباً على مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم. هؤلاء أدركوا أن بإمكانهم مواجهة الثقافة السلبية، من خلال حراك إيجابي، وليس عبر جَلْد الذات أو الوقوف بأياد مكتوفة.
إن الإيجابية الحقيقية هي أن يبلِّغ أب عن ابنه حين يستشعر انضمامه لمشروع تدميري لذاته أو لوطنه. مثل هذا الأب يعي تماماً أنه جزءٌ من المأساة، ويعي أيضاً أن هناك من يشاركه المسؤولية في فشل محاولاته لإصلاح ابنه، وهي تحديداً المؤسسات العلنية والمؤسسات السرية التي يعيش ضمنها هذا الشاب.
مثل هذا الأب مرَّت قصته مرور الكرام، ولم يحتفِ به أحد، وربما الجميع مشغولون بالسيناريوهات التي تحيط بالقصص، وليس بالقصص ذاتها؛ فهي أكثر إثارة عند تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي وقروبات الهواتف الذكية!! وأكيد أن هذا الأمر سيعجب المؤسسات السرية التي يهمها أن تختفي هذه الظاهرة الإيجابية، وأن يستمر مسلسل رحيل الشباب إلى معسكراتهم، معسكرات الموت المجاني.
أما المؤسسات العلنية فإنها تواصل ممارسة أدوارها السلبية، في الوقوف موقف المتفرج أمام كل ما يحدث، مثبتة بذلك أنها إما مخترَقَة أو أن المسؤولين فيها لا يعنيهم المستقبل بأي حال من الأحوال، وأن المهم لديهم هو تقاضي رواتبهم آخر الشهر، والذهاب لبيوتهم للنوم في العسل.