موضي الزهراني
للأسف الشديد مع تزايد الأحداث الأخيرة للإرهابيين المضادين لدينهم، ولوطنهم ولأُسرهم، نلاحظ أن الفئة العمرية لهذه الخلايا تنحصر في المدى العمري من (18: 35) هذه الفئة العمرية الحساسة والمتقبلة غالباً لأي تأثير خارجي وذلك لأسباب عديدة لاعلاقة لها بالانتماء الديني أو الوطني، بقدر ما هو تصنيف نفسي لخصائصها السلوكية من الواجب توعية الأُسر بمعرفتها لاتخاذ احتياطاتها الاجتماعية والأمنية تجاهها، وهذه الخصائص واضحة جداً في شخصيات أفراد هذه الخلايا الإرهابية وهي تُصنف علمياً ونفسياً «بالشخصية المعادية للمجتمع» هذه الشخصية السيكوباتية خطيرة في تعاملاتها مع نفسها والآخرين ولابد من الاحتياط الجذري معها لأنها تتصف بالآتي:
- التمركز المرضي حول الذات. والعجز عن الحب، والاندفاع في السلوك العدواني، والسلوك النرجسي، وتعاطي المسكرات، والممارسات الجنسية غير المنضبطة، وتكون شخصية عاجزة عن الانتماء الحقيقي للأفراد المقربين منهم، وتتصف بالأنانية وغليظة القلب وعدوانية، وعاجزة عن الشعور بالذنب، وتلقي اللوم على الآخرين، وتظهر تبريرات لسلوكها العدواني لترضي ذاتها! والأخطر أن هذه الشخصية لديها فجوة كبيرة بين السلوك والمعايير الاجتماعية السائدة (وهذا ما هو واضح لدى صغار الإرهابيين الصغار) ولا يمكن تعديل سلوكهم بسهولة سواء بالعقاب أو غيره من محاولات الاقناع والتأثير! والأدهى لهذه الشخصية بأن لديها قدرة على الولاء والإخلاص الشديد لها ثم يتشكل سلوكه بعد ذلك بانتمائه لهذه الجماعة (وهذا ما يحدث من انتماء الشباب المتطرفين للخلايا الإرهابية) والبعض منهم يرتبط بعصابات الإجرام ويلتزم بقوانينها وأعرافها! ويشير الدكتور أحمد عكاشة في كتابه الطب النفسي المعاصر بأن هذه الشخصية نوعين: - السيكوباتي المتقلب العاجز، والسيكوباتي العدواني المتقلب وهذا الأخير هو الذي يعادي المجتمع بطريقة أكثر ضرراً ويندفع للجريمة والقتل والاعتداء على الغير لأتفه الأسباب، ومهما كانت النتائج! فهذه الخصائص النفسية لهذه الشخصية تعطي مؤشرات لخطورتها ولابد من الاهتمام بدراسة سيكلوجية هذه الشخصية لدى الصغار المتأثرين بالفكر «الداعشي الدموي» الذي لا يرحم الصغير أو الكبير، والذي ظهر في السنوات الأخيرة لأسباب ما زال الكثير لم يستوعبها لمخالفتها الدين الإسلامي، وقدرة العقل البشري على تقبلها أو تحملها! خاصة أن هناك أيضاً العديد من الأسباب البيولوجية التي لابد أن تضعها الجهات الأمنية في اعتبارها لتفسير قناعات هذه الشخصيات المعادية للمجتمع، وخاصة عند تحليل دوافع صغار السن من شباب الوطن لقتل أقرب الناس لهم لمجرد تأثرهم نفسياً بتوجهات منظمات إرهابية من خلال مواقع النت ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت نافذة على كل بيت لايُدرك كثير من رعاته خطورتها وماتحمله من تغيرات فجائية والتي تطرأ على شخصيات أفراده، مما ساهم في انتشار هذا الفكر الإرهابي في غفلة عن رقابة الوالدين بالدرجة الأولى!