موضي الزهراني
ما يحدث كل عام دراسي قبل الإجازات وبعدها يحتاج من وزير التعليم التفاتة تربوية شاملة، قد تسهم في الوقوف على الأسباب الحقيقية وراء التغيب الكبير والمستمر للطلاب وبإصرار وبدون مبالاة من النتائج التي سيتحملونها، وسأقدم من ناحيتي بعض الأسباب التي أدركها من سنوات كأم أولاً، وكمسؤولة نفسية ثانيًا، التي من وجهة نظري لها دور كبير في ضعف الرابط ما بين الطلاب ومدارسهم ومعلميهم، وتعتبر سببًا مباشرًا في الكره الواضح والعلني مع بداية كل عودة للمدارس، والكآبة النفسية للطلاب والمعلمين والمعلمات أيضًا التي تسيطر عليهم، وعلى الجو الاجتماعي العام، وتنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمواقع الإلكترونية جميع النكت الساخرة، والتعازي لأنفسهم ولبعضهم البعض، وكأنهم سيقبلون على مصير أسود لا يعلمون نهايته! ومن الأسباب المتوفرة لدي وقد تكون لدى الأغلبية منكم وناقشناها مرارًا وتكرارًا لكن من دون فائدة تذكر مايلي:
- لا يحظى أغلب الطلاب والطالبات بمستوى بيئي مدرسي يحترم إِنسانيتهم وكرامتهم ويشبع احتياجاتهم في كثير من المدارس!
- التباين المشهود له في الخدمات المقدمة في المدارس للكادر التعليمي والطلاب حسب مستوى الأحياء كمنطقة الرياض مثلاً!
- بالرغم من أن نسبة الكادر التعليمي تشكل أكبر نسبة في الكادر الوظيفي العام نساء ورجالاً إلا أن المعلمين والمعلمات ما زالوا يشتكون ويعانون من الضغط اليومي في تحمل تدريس المناهج، مما يسيء لنوعية العلاقة التربوية مع طلابهم!
- كآبة اليوم الدراسي ومعاناة الطلاب من بدايته المملة، ونهايته الضاغطة على أعصابهم، مترقبين طوال اليوم نهايته، أو بحثهم عن أي سبب تافه للاستئذان والعودة لمنازلهم، أو التوجه للمطاعم للترفيه من خلال تجمعاتهم بهدف الأكل فقط!
- الشكوى المستمرة في كثير من المدارس الحكومية والأهلية من سوء مستوى الوجبة المدرسية التي تباع بأسعار لا تستحقها، بل يكفي أن هناك بعض المدارس الأهلية ترفع رسومها كل عام، لكن في المقابل لأتقدم أي خدمة إضافية أو تُحسن من مستوى خدماتها السابقة من أجل راحة طلابها وكسب رضاهم!
- ما زال مستوى النقل لكثير من المدارس الأهلية والحكومية دون المستوى المطلوب من السائق إلى مستوى الباص ومدى حداثته!
- لا توجد رقابة ولا محاسبة على المدارس الأهلية التي ما زالت تتاجر برسالتها التربوية من دون فائدة ملموسة على الطلاب!
- ويكفي أن هناك طلابًا لا يستطيعون قضاء حاجتهم إذا احتاجوا لذلك (أعزكم الله) ويضغطون على أنفسهم ويتحملون حتى العودة لمنازلهم، مما قد يعرضهم لمخاطر صحية فيما بعد، وذلك بسبب رداءة دورات المياه في أغلب المدارس!!
ولكي نعالج هذا الضجيج السنوي لا بد أن نقف على الأسباب الحقيقية من خلال فريق نفسي استشاري متمكن، لكي يكتشف أسباب هذه المشاعر الكارهة المتزايدة مع كل عام جديد، وذلك حتى تكون سنواتهم التعليمية سنوات ذات أثر إيجابي في حياتهم.