سعد الدوسري
صادف اليوم الوطني هذا العام، يوم الوقوف بصعيد عرفات، ويوم الاستعداد للاحتفال بعيد الأضحى، مما جعله مميزاً عن الأيام السابقة. ولأنني لست من مؤيِّدي المقالات الإنشائية للاحتفال بالوطن، بل بمراجعة المنجزات التنموية التي عايشناها العام المنصرم، وبمناقشة المشاريع التي سنعيشها العام التالي، فلقد جاء هذا اليوم كتطبيق حي على تواجد كل الفعاليات الحكومية في مشهد واحد، يتابعه العالم أجمع، حياً على الهواء، دقيقة تلو دقيقة.
أنا لست معنياً هنا بمناقشة الاتفاق أو الاختلاف حول الاحتفال باليوم الوطني، ولكنني أعتبر خدمة ضيوف الرحمن، من أهم ما يميّز بلادنا، وأعتبر مشاريع توسعة الحرمين الشريفين، من أكثر المشاريع التي تعتني بصورتنا في الخارج. فكما لدى دول الغرب والشرق مدناً يفخرون بها، لأنها هي التي تمنحهم الشهرة والانتشار، لدينا مكة والمدينة، وهما أيقونتان شريفتان مرتبطان بهويتنا لدى الآخر الأجنبي. وجميل أن يحل اليوم الوطني، والإنجازات في هاتين المدينتين بارزة في المشهد العالمي، أكثر من بروز الخطب والقصائد المكررة.
إن احتفالاتنا بالمنجزات أثناء اليوم الوطني، يجب أن تترافق مع مراجعتنا للسلبيات، وتحديد مكامنها والمسؤولين عنها، لكي لا تكون موجودة ولا يكونوا موجودين، العام القادم. ويجب ألا يزعج هذا الأمر عشاق المديح، فسوف لن تخلو الساحة من المطبلين، وربما تكون أصواتهم أعلى من أصواتنا، مع فارق بسيط، هو أنهم بعد هذا اليوم، سيجدون أنفسهم أمام حالة المساءلة من جديد، وهي حالة تنمو بسرعة، سنة بعد سنة.