فهد بن جليد
لكل مرض أعراض واضحة، أو خفية، يستطيع الطبيب المعالج اكتشافها وعلاجها، ولكن أغلبنا يُمكنه الاستدلال على بعض (الأمراض)، بمجرد ملاحظة (أعراضها) سواءً نفسية أو جسدية، مما يُساعد على زيارة الطبيب في الوقت المُناسب، قبل تفاقم المشكلة، واستعصاء الحل؟!.
فما هي أعراض (الانحراف الداعشي)؟!.
برأيي أننا في حاجة لتتقدم الجهات البحثية والنفسية والأمنية لدينا ببعض الإرشادات الأسرية، التي تساعد الأسر في اكتشاف تأثر أي من أفرادها بهذا الفكر الضال، مثل العزلة الاجتماعية، ودخول بعض المواقع المشبوهة والمشاركة فيها، والإدمان على الإنترنت ووسائل التواصل، التغيير المفُاجئ في السلوك.. إلى غير ذلك مما تستطيع الجهات المعنية تشخيصه، وتقديمه للمجتمع، كرسائل إرشادية وإعلامية توعوية قصيرة ومُباشرة، لتكون بمثابة (الأعراض) التي يمكن الاستدلال بها على كل من يحمل هذا الفكر الضال!.
وزارة الداخلية والجهات الأمنية، لا تستطيع معرفة سلوك كل شخص في المجتمع؟ وتحديد انتمائه؟ وإذا ما كان مُتأثراً بأفكار بعض الجماعات الإرهابية؟ ولكن الأسرة، والأقارب، والأصدقاء، والمحيط بهذا الإنسان يستطيعون من خلال مخالطتهم اليومية، ومُعايشتهم للشخص معرفة ذلك، وعليهم تقع مسؤولية كبيرة اليوم، لاكتشاف أي انحراف، أو تأثر في السلوك، مما يساعد الجهات الأمنية للحد من خطر هذا الفرد، وحمايته و المُحيطين به؟!.
إستراتيجية داعش (القذرة) في قتل الأقارب، التي يروج لها التنظيم، ويدعوا المُتأثرين بفكره الضال على تنفيذها، ليحولهم إلى مُغيبين، وأدوات ساذجة تهدف لزعزعة استقرار الأسرة، والمجتمع، وتفكك العلاقات الاجتماعية، هدفها سهولة اختراق المجتمع والتوغل بين صفوفه، عندما تنعدم ثقة القريب في قريبة، ويصبح المجتمع يخوّن بعضه البعض؟!.
الدور اليوم هو دور الأسرة، بالتنشئة الصحيحة أولاً، والحفاظ على تماسك أفرادها، وحمايتهم من التأثر بمثل هذه الأفكار الضالة، وثانياً بالتعامل الصحيح والشفاف مع من تظهر عليه علامات التأثر (بفكر داعش)، عبر إبلاغ الجهات المعنية، لحماية الشاب نفسه من ارتكاب بعض الحماقات، وثانياً حماية الأسرة والمجتمع من الخطر الذي يحمله إذا لم تتم مُراجعته، وتصحيح أفكاره قبل وفات الأوان!.
نحن في سباق مع هذا التنظيم الوحشي، إما أن نحافظ على أبنائنا ونتحرك بسرعة لحماية مجتمعنا والإبلاغ عن المُتأثرين، أو أن يختطفهم التنظيم ليحولهم إلى مجرمين يقدمون (دمائنا) قرباناً له؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.