سعد الدوسري
أثناء الإجازات الإسبوعية والإجازات الموسمية، تكون هناك جداول مناوبة في العديد من المؤسسات، لكي يتم إنجاز الأعمال التي تنشأ خلال هذه الفترات. وتتم معاملة العاملين عندئذ معاملة مالية خاصة، تضمن لهم الحصول على مردود ملائم. وفي الغالب، تكون هذه المناوبات غير ذات جدوى، ويكون معظم من يناوب فيها من المقربين للإدارة التنفيذية.
وبالإضافة إلى الكلفة التي ترهق موازنة المؤسسات الحكومية والعامة، جراء هذه المناوبات الشكلية، فهي قد قولبت مفهوم المناوبة بقالب الحصول على المردود المادي، دون القيام بعمل يذكر. وبالتالي، فإنّ معظم العاملين في المؤسسات التي يكون نظام المناوبة فيها جزءاً حيوياً، مثل المؤسسات الصحية، لا يؤدون أعمالهم بالشكل المطلوب، أو يؤدونها وكأنها كرم منهم!
إنّ الإجازات بالنسبة للمستشفيات، هي حالة من الركود شبه الكامل، وهذا يحمّل خسائر كبيرة على الموازنة، فالعاملون موجودون بشكل كامل، سواءً من الجهاز الطبي أو الفني، لكنهم يعتبرون أنفسهم في شبه إجازة. ولو أنّ العمل مستمر بنفس إيقاع الأيام العادية، لأمكن إنهاء كمية كبيرة من المواعيد التي لا يجد بعضها الطريق إلى المستشفى إلا بطلوع الروح.
- أليس الأطباء والممرضون والأخصائيون بشراً؟! ألا يحتاجون لإجازات مثلهم مثل غيرهم؟! لماذا هم الضحية؟!
- لا ضحية ولا ما يحزنون. هم يعرفون أنهم اختاروا هذه الوظيفة التي تحتاج للتنظيم المبكر للوقت، مثلهم مثل غيرهم من العاملين في المجالات التي تعمل على مدار الساعة.