فيصل بن محمد العواضي
بعودة الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي إلى عدن تنكسر المؤامرة الإيرانية على اليمن والخليج وتنتصر الإرادة العربية التي تصدت للمؤامرة في وقت بلغ فيه الصلف الإيراني عنفوانه وغلواءه وصرح أكابر مبطليهم ان العاصمة العربية الرابعة سقطت بيد إيران.
قد يقول قائل: إن اليمن لم تتحرر بعد بالكامل وأن القتال ما يزال دائرا في عدد من الجبهات وهذا صحيح لكن الأمر أصبح مجرد وقت لتطهير كامل الأرض اليمنية ولم يعد هناك خطر من المؤامرة أو خوف على مستقبل الشعب اليمني كما كان الحال قبل عام من الآن.
اليوم عاد الرئيس وعادت الحكومة إلى أرض يمنية وأصبح هناك عاصمة آمنة تمارس من خلالها الدولة عملها بعد أن كان الانقلابيون قد استولوا على السلطة والمدن وهاجموا الرئيس المنتخب والشرعي لليمن وخرج من عدن خائفاً يترقب ويمم وجهه تلقاء إخوة له ولليمن لم يخذلوه ولم يسلموا اليمن لتلك المؤامرة الدنيئة، وكانت عاصفة الحزم التي مهما أجدنا في الحديث عنها لا نستطيع الوصول إلى بعض ما مثلته وتمثله في تاريخنا العربي المعاصر من حيث التوقيت والأبعاد ونترك للتاريخ الإفصاح عبر مراحل قادمة عن جوانب الحزم في عاصفة الحزم.
وقبل ما يقارب العامين كنت قد كتبت هنا في الجزيرة الغراء مطالباً من الأشقاء الخليجيين التدخل في اليمن وألا تكون المبادرة الخليجية مبادرة براءة ذمة وأن عليهم الوجود في اليمن لفرض الأمن والاستقرار والمساعدة في بناء دولة تحفظ اليمن مما يراد به من كيد لا تقف حدوده عند اليمن لكنها تتعداه إلى محيطه الإقليمي محط أطماع إيران المعلنة التي لم تعد خافية على أحد, واليوم وقد وقفت دول الخليج ومعها بقية دول التحالف بقيادة المملكة مع اليمن والنتائج واضحة وملموسة فما هو المطلوب من اليمن في المدى المنظور وما هو واجب أشقائها تجاهها.
مطلوب من اليمنيين أن يقفوا صفاً واحداً وتتشابك الأيدي لتجاوز آثار المؤامرة والعدوان وأقول وبكل صراحة ان هناك قيادة يمنية اليوم ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور ونائبه وحكومة الكفاءات الوطنية لديها من الإخلاص وصدق النوايا ما يجعل الرهان عليها في محله ولم يسبق لليمن أن تولت أمرها قيادة بهذا التوجه الصادق والنوايا الطيبة وبالعودة إلى آخر خطاب للرئيس هادي والذي كان عشية عيد الأضحى المبارك نجد التأكيد على استكمال ما كان قد بدأ به على صعيد بناء اليمن الاتحادي وهو ما يتطلع إليه كل عاقل وواع من أبناء اليمن خاصة الذين عاشوا التجارب والإرهاصات في سبيل بناء دولة يمنية قادرة على وضع اليمن على الطريق الصحيح طريق التنمية والتي كانت أمراً مستحيلاً إبان حكم المخلوع علي عبد الله صالح، فالدولة الاتحادية هي الحل لكل التناقضات التي عاشتها اليمن وتولد عنها وجود قضية جنوبية وقضايا لأكثر من منطقة كان السبب فيها وجود مركزية مفرطة واستبداد أقلية من منطقة معينة وفئة معينة بكل مفاصل السلطة والثروة وحولوا اليمن كلها إلى غنيمة يتقاسموها, ويكمن الحل الأنجع في حكم اتحادي يتولى في إطاره كل إقليم إدارة شؤونه وموارده وهو ما يعمل الرئيس هادي ومعاونوه إلى تحقيقه تنفيذاً للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
ومطلوب من أشقائهم وبالذات الخليجيين أن يكملوا ما بدأوه وقد يكون من نافلة القول الحديث عن هذا في ظل الالتزام الخليجي الأخلاقي والتاريخي في مساعدة اليمن لكن من باب التذكير أقول: إن على الأشقاء الخليجيين الوقوف إلى جانب القيادة اليمنية للدخول مباشرة بعد استكمال الانتصار الدخول في استحقاق بناء الأقاليم والدولة الاتحادية حتى تتنافس الأقاليم على إعادة الإعمار وإزالة مخلفات العدوان والدخول باليمن إلى آفاق جديدة من البناء والنمو والتطور، وللتذكير كنت أيضاً قد اشرت في مقال سابق لعاصفة الحزم أن على المملكة ودول الخليج ألا يكتفوا برسم الحلول والمخارج لليمن ولكن عليهم مواكبة تنفيذ هذه الحلول وحوكمة مخرجاتها لضمان عدم استغلالها من قبل القوى الحاقدة والمتآمرة وكنت أشير إلى الحوثيين ومن تحالف معهم وشايعهم لكن الآن وقد حدث ما حدث وتساقطت الأقنعة لم تعد هناك خشية من تسلل القوى المتآمرة والتابعة لإيران إلى جسم الدولة اليمنية من جديد لكن علينا ألا نغمض أعيننا على مؤامراتهم التي قد لا تهدأ.
ومطلوب أيضاً من كل عقلاء اليمن والخيرين أن يكونوا حاضرين في المشهد بكل إيجابية ومسؤولية وأن نجعل من ماضي الصراع عبرة لضمان عدم تكراره ونترك للدولة تحمل مسؤوليتها في تضميد الجراح ومحاسبة من يجب محاسبته ورعاية من تجب رعايته وألا ننزلق إلى أتون الثأر والانتقام الشخصي الذي قد يكون أكبر تحد يواجه اليمن على المدى المنظور.