فيصل بن محمد العواضي
رحل عن دنيانا الفانية الأديب والمفكر والأكاديمي المعروف الدكتور راشد المبارك وكلنا راحلون والبقاء لمن تفرد بالبقاء ولكن هناك من يرحل بشخصه وتبقى أثاره من بعده معالم في طريق يتعلم منها الأجيال وهناك من يرحل وتطوى صفحته وينسى اسمه.
لئن رحل عنا الدكتور راشد المبارك بشخصه الكريم ولطفه وكرمه المعهود وعطائه الثقافي الواسع والمميز فسيبقى بما تركه من علم ينتفع به ومواقف يقتدى بها مما عرف عنه، وستبقى أحدية راشد المبارك بكل روادها ومريديها على امتداد ما ينيف على الثلاثين عاما، ستبقى ذكرى عطرة ومنارة مضيئة يتذكر الناس من خلالها راشد المبارك كل ليلة أحد.
لقد كان الفقيد الراحل الدكتور راشد المبارك يرحمه الله مدرسة أدبية وصاحب منهج واضح المعالم في التعاطي مع الأشياء والحياة من حوله وكان منطقيا في كل آرائه التي لم تكن تقبل الرد أو النقاش إلا فيما ندر.
رحل عنا راشد المبارك كما رحل كثيرون من قبله ونحن في غفلة من أمر الحياة نواصل الخطى إلى حيث سترسو بنا سفينة الأجل ولكن هل سألنا أنفسنا ما الذي سيتذكره الناس منا أنها مسئولية الحياة أن نزرع فيها ما استطعنا جميلا يتذكرنا الناس به ونترك لهم أثر منا ينتفع به ولو على الأقل نحسن تربية ابن أو ابنة تحمل ذكرانا أثرا طيبا بين الناس.
مات راشد المبارك لكن ذكراه لن تموت فلم يمت الإنسان ما بقي الذكر ولا نقول إلا ما يرضي الله {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، وعزاؤنا موصولا إلى أهله وذويه ومحبيه الكثر وتلامذته والله نسأل أن يرحم فقيدنا ويطيل في عمر من تبقى من رواد العطاء الذين هم نجوم في سماء الوطن ويجعل في شبابنا نجوم يواصلون السير على درب الإبداع من أجل وطن عزيز حر كريم بأبنائه.