فيصل بن محمد العواضي
بعد وصول الرئيس عبد ربه منصور إلى عدن ما هي السيناريوهات المحتملة للمشهد اليمني؟ بداية أقول إن خروج عبد ربه منصور دون علم الحوثيين المحاصرين لمنزله هو أمر مخطط له على مستوى احترافي، وربما كان فيه بُعد استخباراتي ربما من خارج اليمن، وهذا يعني أن العالم ما زال يعنيه أمر أن يمضي اليمن في طريق بناء الدولة واستكمال العملية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني.
وأمام الرئيس هادي خيارات كلها ممكنة أول هذه الخيارات إعلان نقل العاصمة من صنعاء إلى عدن وإعلان العاصمة صنعاء وإقليم أزال محتلين من قبل المليشيات الحوثية، وفي حالة إصرار بعض فصائل الحراك على التمسك بخيار الانفصال وخذلان مشروع اليمن الواحد بإمكان عبد ربه منصور نقل العاصمة إلى تعز خاصة أن صنعاء باتت شبه خالية من الوجود الدبلوماسي لعدد من الدول، بعدها يظل نفوذ الدولة في المناطق والأقاليم الرافضة للانقلاب وهي غالبية اليمن وتستمر العملية السياسية باستكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية وفقاً للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار، وإسقاط ما عداهما بما في ذلك ما سمي «اتفاق السلم والشراكة» الذي فرضه الحوثيون بقوة السلاح، واعتقد أن أداء الرئيس هادي سيكون مختلفاً عما شهدناه في صنعاء، إضافة إلى أن التأثير الخارجي سيقتصر على التعاطي مع دول الخليج بعيداً عن مجلس الأمن الذي خذل اليمن أكثر مما أفاده.
وهنا يبرز سؤال أو تساؤل وهو إلى أين سيتجه المتحاورون في صنعاء؟ هل سيعمد الحوثيون إلى المراوغة والقبول بعودة هادي أو التسليم بسلطاته؟ ومعنى هذا لا بد من إزالة كل وجود لهم أو المضي في غيهم وتكون نهايتهم المحتومة ومن خلال إقدامهم على نهب منزل الرئيس وتشديد الحراسة على رئيس الوزراء ووزير الخارجية يبدو انهم لن يعودوا عن مشروعهم وإفلاسهم. ومن هنا أقول محذراً الرئيس هادي واليمنيين من التآمر الدولي، والاعتماد على الأشقاء في الجزيرة والخليج ولن يخذلونا، وهذا التحذير مواكباً لتحذير أطلقه خطيب جمعة طهران لليمنيين حذرهم فيه من المؤامرة الخليجية والدولية وأختلف معه في الشق الأول واتفق معه في الشق الأخير.
أخيراً أدعو كل اليمنيين إلى تحمل مسؤوليتهم في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادهم، واستغلال الفرصة السانحة لبناء دولة مدنية في حاضنة قابلة لقيام مشروع هذه الدولة، بعد ان ثبت فشل صنعاء أن تكون هي الحاملة والحاضنة لهذا المشروع، رغم كل المحاولات التي بذلت وكانت تصطدم بسلطة القبائل المحيطة بالعاصمة والتي لا تريد بناء أي دولة حقيقية في اليمن ليبقى نفوذها وتمارس عبثها بما في ذلك اختطاف الأشخاص من يمنيين وسواح من وسط العاصمة صنعاء وكل مظاهر الاختلالات الأمنية التي ظلت سائدة في اليمن.
بقي القول إن من الممكنات المتاحة أمام الرئيس هي دعوة أفراد القوات المسلحة والأمن خصوصاً الذين ينتمون إلى المناطق التي ترفض هيمنة الحوثي دعوتهم إلى تحديد موقف رافض لتوجهات القادة الموالين للحوثي وصالح، والوقوف في خندق الدولة مع استبدال القيادات الخائنة والمتواطئة مع الحوثي بغيرهم وهو ما ستتكشف عنه الأيَّام القادمة.