فهد بن جليد
أضحى مُبارك، اليوم يتحلّل الحجاج من (إحرامهم) ليكملوا نُسكهم، في أجواء إيمانيه رائعة، تتضح معها ملامح بعض الجنسيات، من خلال ملابسهم التقليدية، أو من خلال ما يحملونه من أمتعة، بعد أن اختفت كل هذه المظاهر (يوم أمس)، وهم يقفون (إخوة مُتاحبين) على صعيد واحد، لا فرق بين عربي، ولا أعجمي إلا بالتقوى!
في كل عام يُثبت حجاج (جنوب شرق آسيا) القادمون من ماليزيا، والصين، وغيرهما، بأنهم يستعدون لهذه المناسبة مُبكراً، وبشكل منظَّم، من خلال تحركهم بطريقة انسيابية، ومعرفتهم بخطوات وطريقة التنقّل بين المشاعر، وهذا يُساعد ويُسهّل كثيراً من جهود التفويج، وعمل لجان الحج، ويجعل الموسم ناجحاً، ليتكامل ذلك مع ما هيأته حكومة المملكة من تسهيلات لضيوف الرحمان!
تجربة هؤلاء يجدر الالتفات لها، ومُحاولة تعميمها على بقية البعثات بشكل جاد، لأن ذلك يمنح (فرصة أكبر) للحجاج لأداء النُسك بطمأنينة ويُسر، وهنا أقترح التفكير في عقد (دورات إلزامية) للحجاج قبل قدومهم، كشرط للحصول على (تأشيرة الحج)، لتعريفهم بالمشاعر المُقدسة، وأنواع النُسك، والأعمال التي يقوم بها الحاج مُنذ وصوله للديار المُقدسة، حتى مُغادرته، وتعريفهم بالجهود التي تبذلها المملكة من أجل راحتهم، وضرورة التزامهم بالتعليمات الإرشادية والنظامية، ويمكن الاستفادة من بعض الأفلام والصور للمواسم السابقة، والتعريف ببعض الأخطاء التي قد يرتكبها الحاج، هنا نستطيع رفع الوعي، وتمرير بعض الإرشادات الأمنية، والصحية لهم!
عندما نعلم أن معظم الحجاج يزورون المملكة (للمرة الأولى)، وبعضهم قد تكون هذه (أول رحلة) لهم خارج بلدانهم، فإنه من الصعب تركهم يخوضون (التجربة) دون توضيح مُسبق، وتخطيط واضح لكل الخطوات، وطبيعة الرحلة، مما يضمن لهم الاستفادة من كل التسهيلات والجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين من أجل راحتهم وطمأنينتهم، ليكملوا ويتموا نُسكهم، بكل يسر وسهولة، فالحج بالنسبة لهؤلاء سيكون مُختلفاً عندما يتم تقديم (برامج ودورات مُبسطة) تساهم في زيادة وعيهم، ومعرفتهم، وسيخفف من جهد التنظيم الذي تبذله كل الجهات في الحج!
هذا دور المطوفين، ومُتعهدي بعثات الحج، فعملهم لا يقتصر على تنسيق، وتأمين المأكل، والمشرب، والسكن، والمواصلات فقط، فهناك دور إرشادي، وتوعوي كبير، يجب أن تقوم به هذه المؤسسات لتبصير الحجاج وتوعيتهم، لتتكامل كل الجهود ، مع الإنجازات العظيمة التي سخَّرتها المملكة في المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين!
وعلى دروب الخير نلتقي.