لا ريب أن رحيل القادة بمواقفهم هو أكثر ما يؤثر في شعوبهم وحكمة الله في خلقه أن يعيش كل مخلوق فترة من الزمن ثم ينتقل إلى الآخرة نتقبلها كمؤمنين بصدر رحب مهما كان الراحل غالياً والملك عبدالله بن عبدالعزيز قائد كبير ورجل عظيم محب لأمته ووطنه وشعبه.
لقد فقد الشعب السعودي والعالم العربي والإسلامي أحد رجاله العظام وأحد أعمدة السلام بعد مسيرة حافلة ورخاء وعطاء للعالم أجمع وكانت له مكانة مرموقة ومبادرات صادقة تجاه شعوب العالم بأن يسود بينهم السلام وكم يستحضر الزمن منجزاته ومعطياته خلال تلك الفترة، لقد سطر الملك عبدالله ملحمة نهضة خاضتها المملكة وقطعت فيها أشواطاً كبيرة سنوات من العطاء الذي أثمر موقعاً متميزاً لبلادنا تنمية داخلية ومكانة عالمية واستثمار في الإنسان السعودي وقد بذل من جهده وفكره لتستعيد الأمة مكانتها ونبذ الخلاف بين أبناء الأمة العربية والإسلامية لتلحق بركب الحضارة متى ما صفت القلوب وساد الحوار وركزت الأمة على تنمية بلدانها وحلت خلافاتها مستندة على شريعتها التي تنبذ العنف والإساءة وتحفظ الحقوق وتأخذ بمنهج الإسلام الذي يدعو إلى التسامح والمحبة.
ونحمد الله أن جميع ملوك بلادنا منذ عهد الملك المؤسس حققوا في عهدهم منجزات كبيرة تغمد الله الراحل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته ولعل خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتاريخه وثقافته وإنجازاته والدور الكبير الذي قام به في خدمة الدولة والشعب وما يتميز به من محبة مواطنيه هو خير عزاء والملك سلمان أقرب المسؤولين إلى المواطن فهو أمير الثقافة والتاريخ والوفاء وحب الخير فهو يتمتع بخبرات واسعة وسيواصل مسيرة أسلافه.
لقد رحل عبدالله بن عبدالعزيز يبكيه شعبه ويترحم عليه وندعو الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف وأن تستمر مسيرة الخير والنماء والازدهار وأن تنعم بالأمن والاستقرار ودامت بلادنا نامية مزدهرة متجددة حافلة بالأمن والخير والسلام.