أ. د.عثمان بن صالح العامر
هذا ليس شعارًا للاستهلاك، ولا هو مجرد مشاركة مني في مناسبة اليوم الوطني الذي هو ذكرى جميلة لسجل خالد حافل بالعطاء متجسد بالتضحية والبذل والفداء، ولكنه تذكير لي وللقارئ الكريم بما يجب أن تكون عليه العلاقة بيننا نحن والوطن الغالي.
* نعم إن التماهي بين الوطن والمواطن، والشعور العميق لدى أناس الحرمين الشريفين الذي ينتمي إلى عقيدة وشعب وأرض المملكة العربية السعودية، هذا التماهي المبني على شعور مؤثر هو الصورة الحقيقية والمثل الحي للمواطنة الصالحة التي تجعل الواحد منا يرى الوطن في قادته، علمائه، جنوده، حدوده، أرضه، شعبه، شهدائه، مسئوليه، مثقفيه، أساتذته ومعلميه، الراحلين منهم والأحياء، بل حتى من هم الآن في الأصلاب.
الأزمات والتحديات والصراعات تولد الشعور بالمسئولية الفردية وعدم الاتكالية أو ادعاء المثالية الشخصية واتهام الآخر، وهذا ما كشفته لدى الشريحة العريضة من الشعب السعودي الأيام القليلة الماضية التي نعيشها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أيده الله ونصره - الذي شهد بتميز عهده (عهد الحزم والعزم ) وإنسانيته وقادم أيامه المغردون الإيرانيون من داخل طهران، وهم من هم في عالم الصراع العربي العربي أو العربي الفارسي كما هو معلوم، فضلاً عن غيرهم سواء كانوا سياسيين أو عسكريين أو اقتصاديين ومثقفين غربيين وشرقيين وفرس وعرب « والحق ما شهدت به الأعداء» .
* لقد ضرب جندي الوطن - تلك العين التي باتت تحرس في سبيل الله - أروع الأمثلة في التضحية والفداء، شعوراً منه بالتماهي الذي ننشده بين الوطن بمكوناته وأركانه المادية والمعنوية، والمواطن بشعوره الفياض وجميل صنيعه الأخاذ، وقل مثل ذلك عن أولئك المجاهدين باللسان والقلم في سبيل أمن واستقرار وسلامة وسعادة المواطن والمقيم على ثرى أرض الحرمين الطاهر، الذين يواجهون الفكر التكفيري المتطرف عبر وسائله الإعلامية المختلفة مفندين شبهه ورادين تلبيساته ومحررين ضلالاته حماية للعقيدة الصافية السمحة، وحفاظاً على الوطن الغالي العزيز ومقدراته، ووقاية للشباب السعودي الغض من الهلكة والخسران - لاسمح الله -.
* إن مجرد الشعور بالانتماء الوطني والاحتفاء والاحتفال والفرح والابتهاج بيومه السنوي لا يكفي، بل لابد أن تتجسد هذه المشاعر التي قد تلبست في ثوب مقال أو قصيدة أو حتى رواية وقصة، أو رفع علم ومشاركة في مسيرة وطنية حاشدة إلى واقع عملي يضيف لبنة أساس في بناء الوطن المتشابك كالجسد الواحد والبنيان المرصوص في تكامله وتفاعله ونمائه، ويكفينا ذخراً وفخرا أن قادة بلادنا المعطاء المملكة العربية السعودية لهم القدح المعلى وقصب السبق في العمل الوطني الفعال والمؤثر منذ زمن المؤسس الأول موحد هذه البلاد المباركة تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - مروراً بالملوك الخمسة - سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله - رحمهم الله جميعاً.
* إن الدوحة السعودية المباركة شجرة وارفة الظلال يتفيأ ظلالها المسلم في أي مكان كان، وما تاريخ بلادي الحافل بالدفاع عن أوطان المسلمين وقضاياهم ومقدراتهم إلا خير شاهد وأعظم دليل، فلله در هذه القيادة الواعية لرسالتها المدركة لثقل مكانتها العالمية والإسلامية، فضلاً عن العربية والخليجية.
لا يمكن لأحد أن يزايد أحداً في وطنيته، ولكن المعيار والحكم الفصل هو العمل والتفاني والميدان يتسع للجميع فالله الله أن تتهاون أخي الحبيب أو تتكاسل أو تغيب، والله الله أن يؤتي الوطن من قبلك فكل منا على ثغرة تتسع وتضيق حسب المؤهلات والصلاحيات والمسئوليات في خارطة الوطن الغالي ودمت عزيزاً يا وطني.. وإلى لقاء والسلام.