إبراهيم عبدالله العمار
عيد الأضحى المبارك مُقبل علينا بإذن الله وأكثر الناس مُجازون هذا الأسبوع، وهنا سأطلب من القارئ شيئاً، أريد منك تنفيذه بلا تردد ولا مماطلة ولا تسويف: امشِ!
هذا الأسبوع وقت ممتاز لإنشاء نظام جديد لمن أراد الرياضة لكن منعه العمل والمشاغل، وسواءً كنت ستجلس أو تسافر فلديك فرصة رائعة أن تبدأ المشي لترى المنافع العظيمة التي تمنحها الرياضة، و من ذلك إنقاص الوزن، وليتك تتكلم مع جندي سويدي ليخبرك بحماس عن فوائد المشي في ذلك!
هناك انزيم في الجسم اسمه ليبيس lipase. هذا هو الانزيم الذي يفكك الدهون ويحول كتل الشحوم في الجسم إلى جزيئات أحماض دهنية صغيرة يمكن أن تستخدمها العضلات والكبد. هناك رابط بين هذا الانزيم وبين المشي، وهذه العلاقة المباشرة بين الحركة وتنشيط انزيم ليبيس اكتشفت في السويد. قبل سنين صنع الجيش السويدي تجربة ميدانية على جنود مشوا كل يوم لمدة 3 أسابيع، وفي أوقات متعددة أُخِذَت عينات دم لهم وصُنِعَت تجارب أخرى لمراقبة تأثير المشي على فسيولوجية الجنود، وظهر أنه بعد مشي ساعة فإن انزيم ليببيس المفكك للدهون صار نشطاً، ومكث في الدورة الدموية فترة لا تقل عن 12 ساعة! أيضاً ظهر أن المشي المستمر له تأثير تراكمي، وأن نشاط الانزيم يظهر بشكلٍ قوي طيلة الوقت. نتيجة هذه التجربة: المشي مرتين في اليوم يبرمج الجسم على حرق الشحوم على مدار الساعة. المشي يجب أن يكون جزءاً من أي برنامج لإنقاص الوزن.
المشكلة الأخرى المنتشرة في مجتمعنا هي السكري، فشعبنا هو الأول في العالم في الإصابة بمرض السكر، ولا يسبقنا إلا دول جُزر صغيرة مثل جزر كوك وجزر مارشال، ويأتي بعدنا دول الخليج العربي ومصر، ومن المؤسف انتشار هذا المرض لأن دَرْأه واجتنابه سهل، وحتى لو صَعُب عليك تنظيم غذائك فيكفي أن تشرب الماء الوافر وتمشي كل يوم لتتفادى هذا المرض بل وأن تُشفى منه بإذن الله في بعض الحالات، فالسمنة من مؤشرات السكري وبينهما رابط، وتأثير المشي المستمر على السمنة قوي جداً، وحتى لو خففت القليل من الوزن كان هذا كافياً بإذن الله أن يساعدك ليس فقط مع السكري بل مع الكثير من الأمراض التي مرجعها إلى قلة المشي والغذاء السيئ.
استمر على المشي حتى بعد انتهاء الإجازة، فمهما كانت المشاغل فإن الرياضة أهم من الكثير منها أو ربما أهم منها كلها، لأنها مصدر الصحة والحياة المديدة المليئة بالقوة والنشاط بإذن الله، بل إن الرياضة أفضل ما تستعين به على المشاغل والضغوط. اجعل المشي اليومي جزءًا من حياتك وافرح بهذه النعمة التي لا تتطلب مالاً ولا جهداً كبيراً.