محمد بن عبدالله آل شملان ">
يستخدم البعض وصف « المفخرة « للدلالة على الإعجاب، لكنها وإن كانت رمزاً لما يُنظر له كوصف معين لكشافة التعليم في ظل توجهها الإنساني النبيل، إلا أنه يمكن القول إن كشافة التعليم في قوالبها المشرعة بجعل مصالحها في خدمة ضيوف الرحمن والبحث عنها أولوية، حيث ترى عدالة إنسانيتها وبروز أعمالها، هو في الحقيقة ما يمكن أن يوصف بتقديم صورة حضارية عن هذا الوطن تقوم بها (الأشبال، والفتيان، والمتقدم، والجوالة) في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج والعمرة.
قبل يوم كانت مراسم توديع مديري التعليم في مناطق ومحافظات المملكة، للفرق والوحدات الكشفية الممثلة لهم تمثل دعماً نحو بناء تأكيد شرف الخدمة والفخر بالواجب، كشفت مكانة وقوة القائد التعليمي كلاعب حقيقي ومؤثر في التوجيه والممارسة، يعجب بها عيون الرائين سواء من الداخل أو الخارج.
مكتسبات ذلك التوديع تشكل نقطة تحول فعلية، قياساً بحجم ومكانة هذا الوطن الذي يحشد طاقاته البشرية وإمكاناته المادية لحصد النتائج الباهرة لمصلحة ضيوف الرحمن الذين يلهجون بالشكر والدعاء لهذا الوطن وقيادته الرشيدة بمزيد من التوفيق.
ولو تتبعنا خط سير مشاركات كشافة التعليم في الفترات السابقة، والتي تبدأ من استقبال الحجاج في المنافذ البرية والبحرية ومدن الحجاج، ثم في الحرم المكي، ثم إلى المشاعر المقدسة، ثم إلى زيارة المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة إلى مرحلة توديع الحجاج، لوجدنا أن نتائج تلك الخطوط تؤكد إنصافاً بأن الكشافة رسل خير ومحبة وسلام للعالم.
وما من شك فإن هناك جوانب لافتة في تلك المشاركات ؛ حيث يلاحَظ أن الإنسانية التي تكتسي بها هذه المشاركات عادة، بحيث تكون أفعالها مضيئة بالمواطنة النابهة المتحركة في كل اتجاه وأدوارها تؤدى بانضباط تسير مع عقرب الساعة والدقائق ؛ ليكون كل شيء مهيأً كما ينبغي بل أفضل مما يتطلع إليه ويتصوره أيّ ضيف للرحمن حلَّ بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة. أيضاً من الممكن ملاحظة حرص القيادة السعودية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على أن يتم تقديم العطاء والفداء والتضحية والمسؤولية لضيوف الرحمن من قبل منسوبي جميع القطاعات والجهات المشاركة في أعمال الحج.
في توديع كشافة التعليم - تحديداً - يمكن القول إن الجانب اللافت، بالإضافة لما ذُكِر، فإن المدهش أن 54 عاماً هي حكاية التشرف بخدمة ضيوف الرحمن لكشافة التعليم وهي ما تستحسن الألسنة ترديد فصولها وإعادة سيناريوهاتها الجميلة.
وما من شك فإن كشافة التعليم من خلال تلك الأعوام حصدت المكاسب فعلياً على كل المستويات، وهي تدير ذلك بتفوق، وكما تعمل بالفعل دون أن يكون على حساب أحد.
بوصلة كشافة التعليم التي تحظى بعناية رئيس مجلس إدارة جمعية الكشافة العربية السعودية الدكتور عزام بن محمد الدخيل وزير التعليم ومن نائبه الدكتور عبدالله بن سليمان الفهد، قد لا يصعب توقّع وجهتها القادمة في تقديم الجديد والنافع المفيد، لكن يمكن القول إنها في هذا الوطن بكل تأكيد نحو القيام بالواجب، يؤكد مليكه سلمان مراراً بقوله وفعاله على حب الخير والعطاء والمساعدة وحب خدمة الآخرين.
- مدير العلاقات العامة والإعلام بإدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر