الشعراء ">
في صفحةِ الارضِ صبُّوا النورَ وابتَعَدُوا
من سابعِ البُعدِ مدُّوا الوجه إذ سَجَدُوا
في كَفِّ سيِّدِهِم للريحِ منزلةٌ
من حولها دَرَجٌ سُلاَّكُهُ صَعَدُوا
لو أنَّهم جَلسوا في الرِّيحِ نافلةً
لَوَّاحةُ البردِ في أصقاعِها جَمَدوا
والشمسُ بينهمو بلُّورةٌ خَمَدَتْ
والارضُ من ثِقلهم بالضَوْءِ تَستندُ
كل المَجَرَّاتِ في تابُوتِ عُزْلَتِهِم
كالنَّهرِ في لجَّةِ الطَّوْفَانِ يَتَّقِدُ
قاموا كما الصُّبحُ في أحداقِهم إبَراً
والدَّهرُ من نَسلِهمْ، تلقاءَ ما يَجِدُ
والسِّحرُ من طَلْسَمِ الانوارِ يَنزعُهم
كالطِّفلِ يَرحلُ في أرحامِ من وَلَدوا
والرُّوحُ من قمَّةِ الاسْحَارِ تُسقِطُهُم
والسِّفرُ يمسحُ بالاحبارِ ما شَهِدوا
والشِّعرُ من فَيْلَقِ العُشَّاقِ أورَثَهُم
قلْ إنَّ ذا الشِّعرَ بيتٌ تَحْتَه رقدوا
والمَاءُ من تحتِهِم من تحتِهِ وَرَقٌ
والليلُ ينزلُ كالايمانِ، مَا يَعِدُ...!
والطَّيرُ تَنقُرُ والاوراقُ تَجذِبُهُم
والحوتُ يَصدَحُ والامواجُ والرَّعَدُ
حتَّى رَأوْا تَحْتَهم أعْمَادَ دَولَتِهِم
كالتِّبرِ تَلمعُ منه الحُورُ لا العُمُدُ
يا طارقَ النَّبضِ هل تكسُوكَ قافِيةٌ . ؟
أيُّ الحُرُوفِ على أقصانِها قَعَدُوا..؟
فلتلبَسِ الحَرْفَ في الاجْوافِ مَغْسَلةٌ
سُمْرُ القَصَائدِ في رَاحَاتِهِم تَرِدُ
لا أنزلَ اللهُ في مَاعُونِهِم جَبَلاً
من يملكُ الدَّارَ في الدَّارينِ يَضطَهِدُ
هُمُ الدموعُ إذا أبكوا ... ولم يَهِنو ...!
سَهمُ القَصِيدَةِ فِيهِم طاعِنٌ غَمِدُ
هُمُ المُرُودُ إذا ما استَنكَرتْ لُغَةً
والضَّادُ تَسقُطُ في مِحرَابهم تَلِدُ
كلُّ المَجَانينِ من أصْلاَبِ صَرخَتِهِمْ
لم يُعبَدِ الحرفُ إلاَّ قَبله عُبِدوا
كل الدُّروبُ تلاشَتْ فيهِمو،ومَضَتْ
رِجلُ الدُّخَانِ بِقاَعٍ سَقْفُهُ بَرَدُ
إذ قالتِ العُرْبُ : بيتُ الشِّعرُمن ظمأٍ
فاسْتَعْصَمَ الماءُ غِيضَ الماءُ فارتَعَدُوا
في غُربَةِ الرُّوحِ عن ميراثِ آدَمِكُم
فلتحْرِقُوا بُردَةُ التَوهانِ واتقِدُوا
- محمد ناجي جدو