فاطمة العتيبي
أكد التقرير السنوي للاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر على أن «التغيير المناخي يؤدي الى القضاء على وسائل البقاء ويزيد من مكامن الضعف» وأن «المخاطر الطبيعية تزداد وتيرة وخطورة».. وقد أحصى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مقتل 22 ألفا و452 شخصا جراء الكوارث الطبيعية في العالم سنة 2013، وهو عدد كبير وإن كان ادنى بكثير من المعدل السنوي للأشخاص الذين قضوا جراء كوارث مماثلة بين 2004 و2013 والبالغ 97 الفا و954 شخصا. وكان العام الأسوأ بعد الألفين هو عام 2004 حين قضى 242 الفا و829 شخصا خصوصا جراء الزلزال وموجات المد البحري التي ضربت المحيط الهندي. وقد كان إعصار هايان الذي ضرب مقاطعة ليتي في الفلبين في نوفمبر 2013 الاكثر فتكا اذ حصد ما لا يقل عن 7986 قتيلا، في حين حلت الامطار الغزيرة في الهند في المرتبة الثانية لأكثر الكوارث الطبيعية التي حصدت ضحايا في 2013 مع 6054 قتيلا. وبلغ عدد الأشخاص المتضررين جراء الكوارث الطبيعية 100 مليون خصوصا في آسيا».
وعدت السي إن إن ضحايا الحرم المكي الذين لقوا وجه ربهم الكريم عصر الجمعة 11 سبتمبر 2015 وعددهم 107 من عداد ضحايا الكوارث نتيجة العاصفة الرعدية التي ضربت مكة وكان من نتائجها سقوط رافعة حديدية على المارة في الباحة المكشوفة من المسجد الحرام.
وهذا ما يتماثل مع التصريحات الأولية للجهات المختصة السعودية.
عدا أن الشركات الكبرى والعريقة تمتلك سجل مخاطر تكون إدارة الحوكمة والمخاطر مسئولة عن إعداده ورصد كل المخاطر الناجمة عن الكوارث أو غيرها والمتوقع حدوثها واتخاذ التدابير القبلية لمنعها.
لكن ما حدث في مكة كان خارج التوقعات فقد بلغت قوة الريح 80 كم في الساعة وهو أمر قدره الله سبحانه وعلينا الرضا والتسليم وعلى كل خصوم بلادنا أن يدركوا أن قطرة دم واحدة هي أثمن وأغلى عندنا من ألف رافعة ورافعة، لكنها أقدار الله التي لا راد لها، فـ{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.