د. عبدالعزيز الجار الله
أصبحت الصورة مزرية لأوروبا شرقها وغربها وهي تحاصر من فر من ويلات الحرب السورية، تحاصر اللاجئين في عرض البحر المتوسط ليواجهوا الموت غرقاً في البحر والناجي منهم يبقى ممددا على الشواطئ، جياع حفاة عراة بلا مساعدة و إيواء.
اللاجئون السوريون في أوروبا يحرمون من عدة حقوق عامة للاجئين زمن الحرب:
يحرمون من أن يسلكوا القنوات الشرعية في الانتقال.
يحرمون من حق الإيواء.
يحرمون من التعليم والعلاج.
يحرمون من العمل والإقامة النظامية لحين انتهاء الحرب.
الحرمان شمل كل الشراح رغم أن اللاجئين في أوروبا العالقين ما بين البحر وبين حدود دول الاتحاد والبلقان أو دول الازمة (اليونان ,صربيا ,مقدونيا ,المجر ,النمسا، المانيا ,لا يزيد عددهم عن (200) ألف لاجئ سوري، تحاربهم بالجدران العازلة الإسمنتية، أسوار وأسلاك شائكة، تحاربهم أوروبا وهي التي تفتخر بحقوق الإنسان، والاقتصاد المالي القوي، وأنظمة الرصد والمتابعة عبر تقنية عالية.
السعودية لوحدها بدون الدول العربية والإسلامية استضافت من بداية الحرب السورية 2011م ما يقارب المليونين ونصف المليون مواطن سوري على أراضيها وسمحت لهم :
الدخول عبر الطرق المشروعة.
الإقامة والاندماج داخل المجتمع ولم تحاصرهم في عرض البحر أو ترمي بهم بالشواطئ المعزولة أو الغابات المهجورة.
سمحت لهم بالتعليم المجاني في التعليم العام والعالي (طالب زائر).
ضمنت لهم العلاج في المستشفيات الحكومية المجانية.
سمحت لهم العمل في مجالات محددة (رخصة عمل).
منحتهم حرية الحركة والإقامة على أراضيها في حرية تامة.
تعاملت مع السوريين في زمن الحرب كضيوف وليسوا من اللاجئين.
ألغت عنهم صفة اللجوء ليصبحوا مشمولين في جميع الحقوق التي تطبق على أكثر من (12) مليون من غير السعوديين.
إذن الأمر مختلف تماماً عما يحدث مع اللاجئين في أوروبا الذين فروا بحرا عبر البحر الابيض المتوسط ,والحدود التركية ,ومن العيش الصعب في الاردن ولبنان بسبب الكثافة العددية، ووعدوا في أوروبا بجنة العيش قبل أن يواجهوا الموت والمعتقلات والمطاردة غير الانسانية.
هذا هو الفارق في التعامل الذي لم يبرز اعلاميا من بداية الازمة السورية ,حيث اعتقدت أوروبا ومازالت تعتقد أنها هي لوحدها جهة اللجوء, وتعاملت معها كأزمة هجرة وليس أزمة نزوح أعداد من اللاجئين.