فهد بن جليد
هي آخر صرعة اكتشفها الإنسان للتسلية، فبعد متعة (صراع الديكة)، ومصارعة (الثيران)، دشّن أهل تايلاند مؤخراً (ملاكمة القردة) والتي تقام على حلبة (سفاري وورلد) صباح كل يوم، لجذب آلاف السياح الأجانب!.
تايلاند تُعد من أكثر دول العالم اهتماماً بالحيوان، حتى أن مراكز (تجميل الحيوانات) وتسريحات الشعر، أكثر انتشاراً هناك من مراكز (تزيين النساء)، بل إنه في شرق البلاد تنتشر ملاجئ (للكلاب المُشردة)، والقوانين التايلاندية الصارمة تمنع (تعذيب الحيوانات) في غير النشاطات التي تجذب السياح، وهنا مربط الفرس؟! .
تخيل أن تقام في إحدى المحميات السعودية (رحلة سفاري) سياحية، يتم فيها الصيد بالصقور، أو استخدام السلق، والعيش في المحمية، والاستمتاع بمشاهدة الحيوانات، في ظروف تحاكي الطبيعة القديمة لإنسان الجزيرة العربية، مع تأمين كل مستلزمات السلامة؟!. البيئة في الصحراء السعودية مُغرية وجاذبة (خصوصاً في فصل الشتاء)، هناك برامج ومشاريع (النزل البيئية) والتي تمت بالاتفاق بين هيئة السياحة، وهيئة الحياة الفطرية، ولكن خطواتها تبدو بطيئة جداً، ويمكن العمل على برامج سياحية قصيرة، تعتمد على المنازل (المُتحركة)، والتي يمكن نقلها بطرق غير ضارة للبيئة، وتعطي خيارات أوسع للاستثمار، والتنظيم!.
لا شك أن خطط (الهيئة العامة للسياحة) تمتاز بالنفس الطويل، وبعد النظر، ولكن رأس المال جبان، ويحتاج إلى الربح السريع، والاستثمار بطرق أقل كلفة، وحتى نجد المستثمر الشريك في البرامج السياحية، بطريقة مُستدامة، وتكتمل الرؤى والأفكار المطروحة، برأيي أن فتح المجال لتنظيم مثل هذه الرحلات، وإسنادها بالشراكة مع الهيئة السعودية للحياة الفطرية، للقطاع الخاص، سيكون تجربة رائعة وجديدة في (منطقتنا وبلدنا)!.
فرص النجاح كبيرة لمثل هذه المشاريع، ويمكن جعلها (بروفة أولية) لتقييم التجربة كاملة، من منح الزائر تأشيرة سياحية، إلى التعامل مع المجموعات السياحية، ومعرفة أثرها حتى على (المحميات) والحياة الفطرية، فلربما نتج عنها (أفكار جديدة)، ومشاريع أخرى ترتبط حتى بالقصص والشخصيات التي عاشت في تلك الأماكن؟!.
السياحة صناعة راقية، تعتمد على التسامح، فكما أن (تايلاند) مُلتزمة بحقوق الحيوان، فإنها تسمح في ذات الوقت للسياح بالتنقل على ظهور (الفيلة)، ومشاهدة (ملاكمة القردة)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.