د. عبدالرحمن الشلاش
دلس التكفيريون من الخوارج ومن شايعهم من الفرق الضالة والمنحرفة عن منهج الدين القويم على المجتمعات الإسلامية زمناً طويلاً حين أسسوا لفكر ملوث صدقه السذج والرعاع من أبناء تلك الشعوب المغرر بهم بطوعهم واختيارهم نتيجة الجهل وتحييد العقل الذي وهبه الله لهم ليفكروا فيه لا ليعطلوه ويوقفوه عن العمل ثم يسلموه لغيرهم ليفكر بالنيابة عنهم.
هذا الفكر الأخرق يعتبر الوطن حفنة من التراب، ولذلك فهو لا يستحق الدفاع عنه، وقتال المعتدي عليه لا يعتبر من الجهاد لأن الجهاد في نظرهم يتمثل في النفير مع الجماعة لقتال أعداء الإسلام في أي بقعة من بقاع الوطن الإسلامي، كما يقولون بمفهومه الشامل وليس الضيق، وروج لهذا الفكر شيوخ التحريض وببصائرهم التي أعماها الله شجعوا الشباب بخطبهم ووعظهم على المنابر للخروج وأن من لا يخرج لقتال أعداء الدين لا تبرأ ذمته، وأن دخول الجنة لا يستلزم أكثر من لبس حزام ناسف أو قتل أكبر عدد من الأبرياء.
طبعاً مصطلح أعداء الإسلام مطاط ويخضع لتوجهات تلك الجماعات الحزبية، فالحكومات في نظرهم كلها كافرة، ورجال الأمن كفار، والشعوب التي ترضى بتلك الحكومات منحرفة، ومن يعمل معهم منافق أو مداهن أو من العصاة وبناء عليه تحل دماؤهم جميعاً، لذلك التحق كثير من الشباب المغسولة أدمغتهم ردحاً من الزمن بتنظيم القاعدة الإرهابي في أفغانستان، وعندما دحر التنظيم عاد عدد كبير منهم إلى أوطانهم وبتوجيه من قادة التنظيم لتشكيل جماعات صغيرة لتنفيذ بعض التفجيرات في الأماكن العامة والمنشآت الحيوية، وحين أطل تنظيم داعش القذر وظهر على الساحة جيش أعداء الوطن الشباب للالتحاق به وحثوهم على الخروج باعتبار القتال هناك جهادا في سبيل الله. وطن يضم مقدسات المسلمين ومهوى أفئدتهم لا يستحق في نظرهم الدفاع عنه حتى ولو كان العدو مختلفاً معهم في المنهج والتوجه.
العدو الحوثي الطامع ومعه المخلوع صالح لن يحرك عدوانهم على وطن الإسلام فيهم شيئاً، فجهادهم في أصله إرهاب وترويع للآمنين، وإزهاق لتلك النفوس التي حرمها الله إلا بالحق، ولأنه كذلك ووسائله أحزمة ناسفة ومتفجرات تستهدف الأبرياء، وغدر وخيانة لأوطانهم وعصيان لولي الأمر فإن مثل هذه الأعمال والأفعال الدنيئة أبعد ما تكون عن طريق الصواب، وعاقبتها غضب الله سبحانه وتعالى!.
خلال الأسبوع الماضي سقط عدد من الشهداء من السعودية والإمارات والبحرين في مهامهم المقدسة للدفاع عن أوطانهم وإعادة الأمل في اليمن الشقيق، وفي حربهم ضد قوى البغي والطغيان المدعومة من إيران لتنفيذ مخططات تهدف للسيطرة على المنطقة وضمها ضمن الخريطة الفارسية.
حرب في ميدان الشرف والكرامة حيث يحقق الأبطال من دول التحالف العربي الانتصارات المتلاحقة جواً وبراً، وطبيعي في مثل هذه الحرب سقوط بعض الشهداء مقابل الآلاف من العد؛ وقبلهم سقط عدد من الأبرار في حرب حاسمة بإذن الله النصر فيها لقوى الخير.
هؤلاء هم الشهداء الحقيقيون بمشيئة الله دفاعاً عن بلاد المسلمين ومقدساتهم، وفي حرب عقد لوائها ولي الأمر وباركها العلماء وساندها الشرفاء من أبناء الجزيرة العربية حماية لوطن الإسلام وليس دفاعاً عن جماعات الإرهاب التي زجت بالمغرر بهم ليكونوا ضحايا لفكرهم الضال ومنهجهم المنحرف.
رحم الله شهداء الواجب وجبر كسرنا فيهم،،،