رقية الهويريني
في وسط حيرة الأطباء أمام فيروس كورونا وورطة وزارة الصحة في علاج المرضى ومحاولة تحجيم انتشار المرض؛ يظهر لنا أحد الوعّاظ الذي يعمل مدرساً للشريعة الإسلامية في اليمن، ليعلن إمكانية الشفاء من المرض خلال 72 ساعة فقط!! وأنّ الدواء تمّت تجربته على عدد من المرضى المصابين بالفيروس وأثبت فعاليته وكتب لهم الشفاء! ولم يقف الأمر عند ذلك بل إنّ جريدة (الوطن) أوردت تصريحاً رئيس المجلس الاستشاري بمركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة، عن أنّ هيئة الغذاء والدواء ستتواصل مع هذا الواعظ؛ لمعرفة العلاج الذي سبق أن أعلن عنه لمواجهة فيروس كورونا، والوقوف على نوعية لقاحه ومدى مأمونيته.
ولأنّ مجتمعنا أصبح أكثر وعياً، وسقف الحرية بات أكثر ارتفاعاً؛ فقد أثار الخبر سخرية الواعين! وعابوا على الوزارة هذا الإجراء، وأنّ فيه عودة لطريق الخزعبلات وتهميشاً للعلم وتقليلاً من أهمية مهنة الطب! ونتيجة للتفاعل الاجتماعي وتناقل الخبر اضطرت وزارة الصحة إلى نفي الخبر أو وجود أي اتصال مع الواعظ.
والعجيب هو تطفل هذا الواعظ أو غيره من المتخصصين في الدراسات الإسلامية ودخولهم على خط الطب أو العلاج! فكيف يجرؤون على الإعلان عن التوصل إلى «لقاح» لمرض مثل كورونا أو غيره؟ مع إدراك المجتمع أنّ العلاج يتطلب تخصصاً دقيقاً في العلم وأبحاثاً وتجاربَ على عينات من الفيروس المسبب للمرض من خلال معامل متخصصة في هذا المجال. بل إنّ الأطباء ذاتهم لا يتدخلون في تخصصات أخرى تختلف عن اختصاصاتهم الأصلية.
ومنذ ظهور الفيروس عام 2012م فقد توفي على إثره حوالي 400 شخص، وما زاد حالة الهلع إصابة بعض العاملين الصحيين بالعدوى، مما قد يؤدي إلى تعريض المرضى والمراجعين للمستشفيات للإصابة بالمرض.
وينبغي على الوزارة تثقيف الكوادر الصحية والمجتمع بشكل عام عن سبل الوقاية من الفيروس، والتواصل مع الجهات البحثية والعلمية لإيجاد الحلول الكفيلة بالتصدّي لفيروس كورونا، والسعي لإيجاد اللقاحات والأمصال الفعّالة لعلاجه، والاهتمام بتطبيق البروتوكولات العالمية في مكافحة العدوى في مستشفياتها سواء بالتعقيم أو الحرص على النظافة من خلال إلزام شركات النظافة بتوفير مطهرات فعالة وليست رديئة ورخيصة الثمن مع البحث عن لقاحات آمنة، والإسراع بنفي الشائعات المتداولة، والتحذير من تداول الخلطات الشعبية.