رقية الهويريني
عاش سكان الجزيرة العربية قبل الطفرة الاقتصادية بتناغم مع الطبيعة حيث كانوا يتناولون ما تنتجه أرضهم من خضار وفواكه ضئيلة. فلم تكن آنذاك اللحوم والدواجن متوفرة على موائدهم المتواضعة سوى ما يذبح من أنعام في عيد الأضحى! ولم تكن للأمراض سطوة على الناس مثلما هي تفتك بهم الآن!
ومن المؤكد طبياً أن اتباع الغذاء النباتي واعتماد الفرد عليه يرتبط بفوائد صحية مثل تقليل الكولسترول في الدم، وبالتالي انخفاض معدلات أمراض القلب، وتقليص معدلات الإصابة بسرطانات البروستاتا، والقولون ومرض السكري.
وعادة ما تكون كتلة جسم النباتيين أقل! ولذلك تتدنى عندهم أخطار الإصابة بأنواع السرطان، وينعدم لديهم البلغم وآلام البطن وصعوبة الهضم، والانتفاخ الناتج عن تناول منتجات الألبان. فضلاً أن ضغط الدم لديهم أقل لانعدام الملح من القائمة الغذائية النباتية وهو عامل رئيس بحدوث الضغط. عدا أن البوتاسيوم المتوفر في الفواكه والخضروات كالموز والباذنجان والأفوكادو والبرتقال والبروكلي والسبانخ يساعد على خفض ضغط الدم.
وقد أقر باحثون في جامعة أُكسفورد من خلال دراسة شملت27670شخصاً، ونشرت في المجلة الأميركية للتغذية السريرية « أن النباتيين أقل عرضة بنسبة 30 -40 % لإعتام عدسة العين من الأشخاص الذين يتناولون اللحوم بانتظام». وأظهرت الدراسة ذاتها أن اتباع نظام غذائي نباتي يحسّن من صحة الأشخاص المصابين بالحصوات المرارية لانعدام الدهون وكذلك مرضى السكري، حيث ينقص وزنهم وتقل حاجتهم للدواء، كما يتحسّن لديهم مؤشرا نسبة السكر في الدم ومستويات الدهون.
وبرغم التشجيع على اتباع نظام غذائي نباتي كونه نظاماً غذائياً صحياً، إلا أنه لابد من الأخذ بالاعتبار التأكد من الحصول على الكفاية من فيتاميني B2، B12 والكالسيوم والحديد والزنك. فالنظام النباتي قد يزيد من خطر نقصها. لذلك ينبغي الحرص على تناول مكملات الفيتامينات والحبوب المدعمة.
والحق أن أولئك الذين يقررون الانتقال للتغذية النباتية لا يعتمدون على حسابات صحية فقط، لاحتواء الغذاء النباتي على كمية قليلة من الدهون المشبعة؛ بل يميلون لاعتبارات أخلاقية، ودينية، وبيئية.
وبرغم صعوبة الانتقال من النظام الحيواني للنباتي لمن أدمن اللحوم ومنتجات الألبان إلا أنه بعد مرور عام كامل من التحول الغذائي يجد الشخص نفسه ينفر من رائحة اللحوم وطعمها، ويتمتع برائحة جسد طيبة وعطرة.