عبدالله بن منيف الحبيل ">
ليس النظام الملكي الإسلامي وإن اختلف مسماه من دولة لدولة ومن عصر لعصر بالملكي أو السلطاني أو الأميري محصوراً بالقرنين أو القرن الفائت وإنما تضرب جذوره لسنة 41هـ من القرن الأول للإسلام عندما أقام الصحابي معاوية بن أبي سفيان -رضي الله- دولة بني أمية لتكون أول نظام ملكي لدولة الخلافة الإسلامية ليكون بني أمية هم أول الأسر العربية المسلمة الحاكمة والذي امتد حكمهم من سنة 41هـ إلى سنة 132هـ.
وقد سميت بدولة بني أمية نسبة إلى رجوعهم إلى أمية بن عبد شمس من قريش ثم قامت على أنقاضها الدولة العباسية (مملكة بني عباس) بذات النظام الملكي الذي أقامه بني أمية الذي ينتقل فيه الحكم بالتوارث بين أبناء الأسرة الحاكمة، وقد أطلق على كلتاهما بدولة الخلافة الأموية ودولة الخلافة العباسية، بغض النظر عن نوعية نظام الحكم القائم.. وقد سميت بالدولة العباسية على غرار تسمية بني أمية لدولتهم العائد لجذور النسب الذي ترجع له الأسرة الحاكمة فسميت بالعباسية نسبة لجذور عائلتهم العائدة إلى العباس عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- والذي أسسها هو أبو العباس عبدالله بن محمد بن على بن عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب عم الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- واشتهر مؤسسها بأبي العباس السفاح.
ثم قامت على أنقاضها الدولة العثمانية وبذات النظام ذي الهيئة الملكية وسميت بذلك نسبة لمؤسسها عثمان بن أرطغل بن سليمان شاه 656 هـ وهو أول سلاطينها.
وبعد إنهيار الدولة العثمانية كان جزء كبير من العالم العربي يقبع تحت براثن الاحتلال إلا أن الجزيرة العربية كانت على موعد مع دولة إسلامية فتية هي المملكة العربية السعودية والتي أسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وسميت بالدولة السعودية على غرار الدولة الأموية والعباسية والعثمانية نسبة لجذور الأسرة الحاكمة التي تعود للإمام محمد بن سعود أمير الدولة السعودية الأولى، لتستمر الخلافة الإسلامية بنظامها الملكي وبنفس المسميات المستندة على جذور الأسر الحاكمة منذ الصحابي معاوية ابن أبي سفيان -رضي الله عنه- وإلى عصرنا الحاضر.
فالمملكة العربية السعودية ليست الدولة الوحيدة في التاريخ الإسلامي التي تسمى نسبة لنسب الأسرة الحاكمة كما يزعم بعض ضعاف النفوس في محاولة منهم لطمس التاريخ وتشويه الحقائق وفصل فكرة الخلافة عن النظام الملكي كل ذلك من أجل تجييش أصحاب العقول الخاوية وضعاف النفوس وصغار السن الذين لم يستلهموا بعد من زاد التاريخ الإسلامي والمعرفة ما يحصنهم من هذ الفكر المتطرف، ولكن الحقيقة الغائبة هي أنها إرث توارثته جميع دول الخلافة الإسلامية بدءاً من بني أمية والعباسية والعثمانية وصولاً لهذا العهد السعودي الزاهر.. فحفظ الله المملكة العربية السعودية قيادةً وأسرةً وشعباً وأرضاً.