أ.د. يوسف بن أحمد الرميح
لاشك في أن دولاً كثيرة ومنها بلادنا -حرسها الله- مرت في العقدين الأخيرين بعدد من الحوادث الإرهابية, وكمتتبع لهذه الحوادث بدقة وجدت تطور وتغير بتكتيكات الخلايا الإرهابية, فلقد كانت المنظمات الإرهابية والإجرامية تأخذ منحني الخلية التسلسلية والتي تنزل فيها الأوامر من قائد أو أمير الخلية للأعضاء بوضوح إبان قوة الخلايا الإرهابية وحيوتها وهي بذلك أشبه ما تكون بخلايا تهريب وترويج المخدرات مع الفارق.
ومع ضغط الأجهزة الأمنية في أكثر دول العالم تحولت الخلايا الإرهابية في أوامرها من التسلسلية للعنقودية والتي هي عبارة عن خلايا مستقلة صغيرة تتلقي التعليمات العامة والمنهج العام من المنظمة الأم وتعمل عمليات إجرامية وإرهابية باسم وتوجهات ومنهج الخلية الأم.
وتتكون الخلية العنقودية من أمير للخلية يطاع طاعة عمياء من قبل عدد من العاملين أو الكوادر. ثم وبسبب الضغط الأمني والمجتمعي وبسبب اعتقال الكثير وقتل البعض من الكوادر العاملة في الخلايا العنقودية تحولت بسبب ذلك للخلايا المفردة والتي أطلقت عليها المنظمات الإرهابية كالقاعدة وداعش بالذئاب المنفردة. والذئاب المنفردة دلالة على خلية صغيرة جداً في الغالب لا تزيد عن ثلاثة أشخاص من ذوي القرابة الدموية كالإخوة وأبناء العم والأزواج والزوجات وهكذا.. والسبب في ذلك يرجع للضغط الأمني والانكسارات والانحسارات التي أصابت الخلايا الإرهابية عالمياً ومحلياً مما دعاها لهذا المنهج الجديد للحفاظ على ما تبقي لها من ماء الوجه والسمعة باسم الخلية والمنظمة الأم. وهذه الخلية تعمل أعمالاً إرهابية لم تتلق موافقة أو حتى علم المنظمة الأم ولكنها تسير بذلك النهج الدموي الإرهابي المنحرف. يتلخص المخطط في أن كل متطوع «يجب أن يمثل جيشاً من رجل واحد»، من هنا فالخبراء يقولون إن هذا هو الصراع الجديد الذي يواجه قوى الأمن حول العالم.
هذا التوجه الجديد لتنظيمي القاعدة وداعش وغيرهما الذي بات يشجع العمليات الإرهابية الفردية سيدفع الجهات الأمنية عبر العالم إلى مراجعة إستراتيجيتها لمحاربة هذا النوع من الإرهاب الجديد, حيث إن تطور طبيعة الخلايا ونوعية الاستقطاب مؤشر على تحول خطير في عدة الإرهابيين وأهدافهم، فلم يعد يقتصر الأمر على الاستقطاب من بين فئات غير متعلمة وهشة اجتماعياً، بل في ظل فئات ذات مستوى عال وتكوين تقني كالمهندسين وذوي التخصصات العلمية للاستعانة بخبراتها خاصة في الهندسة الإلكترونية والكيمياء والفيزياء، وهو ما مكن من تغيير إستراتيجية التخطيط بدءاً بتحول فضاءات الاستقطاب نحو الشبكة العنكبوتية وأيضاً انتقاء الأهداف وضمان سرية وفعالية أكبر في الحركة والإعداد للعمليات.
مصطلح الذئاب المنفردة من المصطلحات الإرهابية الجديدة، للدلالة على الأشخاص المتعاطفين مع التنظيمات المتطرفة كالقاعدة وداعش والذين قد يقدمون على تنفيذ عمليات تصفها بالعنيفة، من دون أن يكون لهم ارتباط مباشر بتلك المنظمات الإرهابية, ولذلك تعيش الأجهزة الأمنية في حول العالم هاجس ما يطلقون عليه اسم «الذئاب المنفردة»، وهي حالات فردية لأشخاص غالباً ما يتعاطفون مع التنظيمات المتطرفة ويقومون بعمليات إرهابية. «الذئاب المنفردة» هو مصطلح تستخدمه الجماعات الإرهابية للتعبير عن تكتيك تستخدمه عندما تشتد الرقابة عليها، ويتم تضييق الخناق عليها لأبعد الحدود، مما يصعب عليها معه العمل بطريقة جماعية منظمة نظرًا لقوة الدولة ويقظة أجهزتها الأمنية. ويعد تكتيك الذئاب المنفردة أو الإرهاب الفردي المرحلة الأخيرة التي تصل إليها الجماعات الإرهابية في نزاعها مع الأجهزة الأمنية، أو بمعنى آخر هو آخر ما في جراب تلك المنظمات, تلك الجماعات وهي تستخدم لفظة «الذئب» تغفل تمامًا عن كونها تعترف اعترافًا بينًا بأنها ليست مجموعات من البشر وأنهم ليسوا إلا حفنة من الذئاب المتوحشة وحثالة من مصاصي الدماء المفترسة المتعطشة للدماء والقتل والتي لا تستحق رحمة ولا شفقة. تمثل هذه الجماعات الصغيرة جداً أو الأفراد مجموعة صغيرة من التكفيريين، يتبنون فكر «القاعدة وداعش»، لكنهم لا يتبعون التنظيم الأم من الناحية التنظيمية، وهم تعلموا صناعة القنابل اليدوية واستخدام السلاح من متابعة بعض المنتديات التكفيرية والمواقع الإرهابية على شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، فضلاً عن اتباع نظريات «القاعدة وداعش» لتشتيت الأجهزة الأمنية، بتقسيم المجموعة الإرهابية التكفيرية إلى خلايا عنقودية صغيرة عدة لتنفيذ ضربات، تحت مسميات مختلفة، ما يصعب من عملية رصدها أو اختراقها أمنياً.
ويرجع بدايات مصطلح «الذئاب المنفردة» في التسعينيات الميلادية، بعد استخدامه من قبل المتعصبين الأميركيين؛ أليكس كورتيس وتوم ميتزغر، اللذين يقولان بسيادة العرق الأبيض على بقية الأعراق، وضرورة هيمنته على الاقتصاد والسياسة في العالم.. ميتزغر دعا إلى نشاطات تحت أرضية يقوم بها أفراد أو خلايا صغيرة، تشكل أعمالاً قتالية منفردة ضد الحكومة أو أهداف أخرى، وتنسب إلى مجهولين. والذئب المنفرد، يتصرف بمفرده، لدعم معتقدات أو فلسفات تخص جماعة متطرفة، من دون أوامر أو توجيهات خارجية. وتقنيات الذئب يتم تطويرها وتوجيهها، ذاتياً، كما ينظّر كورتيس لذلك: «لا يمتلك الذئب المنفرد أي تواصل شخصي مع المجموعة التي يتماهى معها، ما يجعل من تعقبه، من قبل مسؤولي مكافحة الإرهاب، أمراً بالغ الصعوبة».
وقد جاء ظهور هذه الذئاب المنفردة وزاد خطرها بعد مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، والذي أدي لتغير قواعد اللعبة، مما دفع عدداً ممن ينتمون للقاعدة إلى العودة إلى أوطانهم، وخاصة مع تغير الوضع الجيوسياسي، بالإضافة إلى تصاعد الهجمات الأمريكية علي معاقل القاعدة وطالبان في باكستان وأفغانستان، مما دفع أعضاء التنظيم للهروب والعودة إلى دولهم مرة أخرى وتكوين خلايا نائمة وتنفيذ عمليات إرهابية بصورة منفردة مستغلين إمكانيات بسيطة، لإحداث ضجة إعلامية، وتحقيق اهداف تخدم التنظيم بصورة أكبر.
ويبدو أن عدم قدرة القاعدة وداعش والتنظيمات التابعة لهما على تنفيذ هجمات واسعة النطاق بشكل مباشر، قد أثار دعوات داخل التنظيمات لحث جماعات غير مرتبطة بهما على شن الهجمات, وقد تبلور هذا الاتجاه في مقالة نشرت بمجلة القاعدة في جزيرة العرب التي تصدر بالإنكليزية، إنسباير، ادعى كاتبها أنه يسعى إلى تعليم القراء «كيفية صنع قنبلة نووية في مطبخ أمك». ولصدور هذه المقالة باللغة الإنكليزية دلالة كبرى، إذ كان جلياً أنها تتوجه إلى المقيمين في الغرب من المتأثرين بفكر القاعدة وداعش.
وكانت بداية هذه الخلايا فعليا عام 2009م في ساحة التايمز سكوير في نيويورك عندما قام فيصل شاه زاد الباكستاني الأصل البريطاني الجنسية بمحاولة تفجير سيارة مفخخة وكذلك في محاولة الشاب النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب بتفجير عبوة على متن طائرة أمريكية متجهة من امستردام إلى الولايات المتحدة عشية أعياد ميلاد عام 2009م وعملية المجند الأمريكي من أصل عربي نضال حسن الذي اطلق النار على زملائه في قاعدة فورد العسكرية في الولايات المتحدة عام 2009م وفي العام قبل الماضي لاستخدام «الإرهاب الفردي» أو «الذئب المنفرد» على الأراضي الأمريكية، متمثلاً في حادثة تفجيرا مارثون مدينة بوسطن الأمريكية والتي وقعت في منتصف شهر إبريل من العام الماضي «2013».
وبعد شهر تقريبًا اكتوت بريطانيا بنفس نار «الذئاب المنفردة» التي اكتوت بها جارتها، وذلك في شهر مايو من عام 2013 م، حيث قام فردان من أصل إفريقي بدهس جندي بريطاني ثم التمثيل بجثته.. لذا شهد جيل القاعدة الثالث سرعة بالحركة ومرونة بالتنقل بعد استغلاله التكنولوجيا الحديثة والعولمة الاتصالات (وهذا ليس مدحاً بقدر كونه توصيفاً للحالةً).
إن الخلايا الفردية تمثل تحدياً لأجهزة الأمن لأنها خلايا غير هرمية وغير تقليدية يمكن التوصل إليها من خلال تورط أحد عناصرها. ويجمع الباحثون بأن الخطب والمنشورات والصور المروعة التي تتداولها شبكة الإنترنت عن الضحايا أو انتهاكات حقوق الإنسان تمثل مادة جيدة لشحن مثل هذه الخلايا، باتجاه تنفيذ عمليات انتقامية وانتحارية فردية في مجتمعاتهم.
الذئب المنفرد لا يملك تنظيماً ينتسب إليه ويسيّره ويعطيه الأوامر ويرشده ويزوّده بالسلاح والمال، فهو شخص وحده يخطط وينسق وينفذ، وكل خطوات العملية تتم بيده من غير معرفة أحد، ولا علم لأحد بها. فالصعوبة ليست في خلايا الإرهاب التقليدية، والتي يتوقع عادة أن تكتشف من خلال طرق الاستخبارات التقليدية، بل في الأشخاص الذين يعملون بأنفسهم بعد أن يصبحوا متشددين من خلال متابعة الخطب والمنشورات التكفيرية على الإنترنت, فغالب المنفذين ليس لهم أي سجل أمني، ومن طبقات متعلمة ميسورة، وينتمون للجيل الثالث من القاعدة وداعش، أي أن مظهرهم لا يدل على تطرف، يلبسون الجينز، بعضهم تعلموا في الغرب، ويتكلمون عدة لغات، والأهم من كل ذلك أنهم يجيدون استخدام تقنيات متقدمة.
وعلى الرغم من ذلك يعاني الكثير من الذئاب المنفردة حالة الاغتراب والتهميش والإحباط والفشل والعزلة التي يعيشها بعض الشباب الحياري.. إن غالبية هؤلاء الذين ينهضون بمثل هذه المهمات الإرهابية الفردية تم تحويلهم من قبل الجماعات الإرهابية إلى مصدر لا ينضب من الإبداع والابتكار في مجال الإرهاب والإجرام، وكلنا يعرف حجم وشدة الفتك الهائلة التي تتفجر من التقاء الذرائع والحجج مع مثل هذه الاستعدادات السيكوباتية للقتل بأبشع صوره وأشكاله كالحرق أو الإغراق أو النحر أو الخنق. لابد لنا جميعاً من أن نعلم أن العمليات الإرهابية تقوم على شق فكري وآخر عملي والجانب العملي يمكن السيطرة عليه أو تتبعه أمنياً لكن الجانب الفكري يصعب تعقبه والتحكم فيه خاصة في ظل الانفجار بالاتصالات والإمكانيات التكنولوجية الهائلة التي نتوفر عليها اليوم في مجتمعاتنا, وهذا بالذات هو ما تستغله الجماعات الإرهابية للتجنيد والتأثير في هذه العناصر التي لا تربط بينها علاقات والمتواجدة في أماكن متفرقة في العالم.
والذئاب المنفردة تكتيك تلجأ له التنظيمات الإرهابية عندما يتم تضييق الخناق عليها، ويعني قيام شخص أو مجموعة صغيرة، لا يخضعون لها تنظيمياً، ولكن يؤمنون بأفكارها، بالتخطيط والتنفيذ لبعض العمليات الإرهابية استناداً إلى إمكاناتهم الذاتية ويقوم بها جماعات صغيرة بدائية، تقوم بعملياتها طبقاً لإمكانياتها المتاحة وعلى الرغم من حداثة تكوين هذه الجماعات وبدائيتها، إلا أنها أخطر على الأجهزة الأمنية من الجماعات الكبيرة؛ نظراً لصعوبة تتبعها أو القبض عليها، وسهولة تخفّيها خاصة إن مواجهة تلك الجماعات التي تعمل بصورة لا مركزية أصعب على الجهات الأمنية من مواجهة كيانات تنظيمية تعمل بشكل مركزي ومن ثم منع مثل هذه الهجمات أمر شديد الصعوبة ما لم تكن لدى السلطات معرفة بتكتيكات وإستراتيجيات وطرق تعامل مع هذه الخلايا والمنظمات الإرهابية.
ويتم اللجوء للذئاب المنفردة عندما يعجز التنظيم المركزي عن توسعة نشاطه للتضييق الأمني.. وينبع خطر الذئاب المنفردة من كونهم يتحركون في الظل وخارج دائرة الرصد الأمنية، متسلحين بعامل يشكل أسوأ السيناريوهات المحتملة للأجهزة الأمنية، ألا وهو عنصر المباغتة والمفاجأة.. لذلك دعا خبراء أمنيون حول العالم لرفع حالة التأهب بعد سلسلة الهجمات التي شنها مناصرو التنظيمات المتطرفة مؤخراً في كل من أوتاوا وباريس وسيدني، وآخرها ما لاح في بلجيكا حيث أحبطت الشرطة عملية إرهابية كانت تخطط لها مجموعة من المتطرفين العائدين من سوريا.. وخذ مثلاً الشاب الذي فجر نفسه منذ أيام في مسجد لقوات الطوارئ في عسير, فستجد أنه تنطبق عليه مواصفات الذئاب المنفردة, وقبله الشباب الذين فجروا مساجد في الكويت وفي الدمام وفي القديح.
مشكلة تلك الذئاب تكمن في كون «الذئب المنفرد» ليس إلا شخصًا عاديًا جدًا يعيش في المجتمع كفرد من أفراده لا يختلف عنهم في شيء ، وليس له أي نشاط غير عادي أو مريب، بل غالبًا لا تظهر عليه أي علامة من علامات التدين أو الإلتزام، وربما لا يصلي في المسجد، ولا ينتمي لأي تشكيل عصابي أو إجرامي.. ولكنه فجأة يقوم بالعملية وبطريقة خاطفة وهو في مأمن تام من أعين المراقبين، لكونه في الظاهر ليس فردًا من أفراد التنظيمات الإرهابية. وهذا ما أكدته تحريات الأجهزة الأمنية حول العالم عن غالبية مرتكبي عمليات «الذئاب المنفردة»، فقد أكدت التحريات أن من نفذوا تلك العمليات ليس لهم أي نشاط مشبوه أو انتماء لأي من التنظيمات الإرهابية.
«الذئب المنفرد» يعد وحده كل شيء فهو الذي يخطط ويحضر وينفذ و لا تخرج المعلومات من رأسه ولا حتى لأقرب الناس إليه، كزوجته أو والده أو والدته، وإنما يحتفظ بكل شيء في ذهنه كجزء من الخطة حتى يحين وقت التنفيذ فتنفجر القنبلة.. ولكن في كل خطة مهما كانت محكمة شيطانية تبقى ثغرة يمكن الدخول منها والقضاء عليها، وقد تبدو الثغرة وكأنها أمر لا يلفت النظر وغير مجدٍ ولكن الحقيقة على خلاف ذلك و لهذا سميت الثغرة. وتكمن الثغرة هنا في حاجة «الذئب المنفرد» ليس للتواصل مع التنظيم ولكن إلى معلومات كافية عن كيفية صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة وكيفية تفجيرها ومن أين يأتي مكوناتها، وما شابه ذلك من معلومات. وهنا تقدم المواقع والمنتديات التكفيرية الإرهابية لذئابها الحَلَّ، فتقوم تلك المواقع بنشر موضوعات كاملة عن صناعة المتفجرات وعن أنواعها وتأثيراتها وكيفية استخدامها.. وهكذا يجد «الذئب المنفرد» ضالته وبغيته فينهم من تلك المواقع ويتردد عليها ليل نهار ذهابًا و إيابًا، إذ يجد شرحًا مبسطًا وسهلاً بل ما يشبه الدورات السريعة عن كيفية صناعة المتفجرات من مواد بسيطة ويسهل الحصول عليها، وتقدم له تلك المواقع خطوات إذا تتبعها استطاع تصنيع قنابل شديدة الانفجار والتدمير من مكونات سهلة ورخيصة جدًا.
تقوم عمليات الذئاب المنفرد عادة على مبدأ التمويل الذاتي المحدود والاستعانة بالمواد التي تدخل في صناعة المتفجرات والتي يمكن الحصول عليها في الأسواق دون أن تجلب الانتباه والمراقبة. أغلبهم يتقن أكثر من لغة مع إجادة عالم الإنترنت والتقنيات الحديثة.
إن المعلومات التي توفرها شبكة الإنترنت، حول كيفية التحول من مواطن عادي إلى إرهابي مفخخ، تعتبر مادة قيمة من وجهة نظر القاعدة وداعش والإرهابيين عامة. وتكون أكثر صعوبة في متابعتها رغم إجراءات المراقبة البشرية والتقنية. وهي تمثل تحديا للأجهزة الأمنية أكثر من شبكات العمل على الأرض، لأن الأخيرة ممكن أن توفر لها بعض المعلومات والحقائق من خلال المراقبة والمتابعة. أما الخلايا الفردية فيعني أن يكون شخص واحد فعالاً على الإنترنت بعد أن وفرت شبكة الإرهاب طرق ووسائل صنع المتفجرات وباستخدام مواد غير محظورة.
إن لجوء تلك المجموعات لهذا التكتيك يعدُ إيذانًا ببداية النهاية للإرهاب واندحاره وانحساره في بلادنا بإذن الله تعالى، واقتراب حسم المعركة لصالحنا. يتبقى لنا الآن أن نشير إلى الجانب الإيجابي والمهم في موضوع «الذئاب المنفردة» هو نجاح الجهات الأمنية في مواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره ، وهو ما أوصل تلك الذئاب البشرية لليأس من العمل بطريقة منظمة واللجوء إلى هذه الطرق العشوائية والتي مهما كانت نتائجها مؤلمة فإنها مؤقتة لا تدوم. وهنا تكمن الثغرة في عالم الذئاب المنفردة، تتمثل في قيام الأجهزة الأمنية في بمراقبة المواقع والمنتديات والتغريدات المشبوهة، وتتبع زوارها ومتابعيها والتحري عنهم وهو كذلك يحتاج ليقضه تامة ومراقبة دقيقة من الأسر لأبنائهم ومن المرشدين الطلابيين لطلبتهم.
ولله الأمر من قبل ومن بعد،،،