علي الخزيم
سأكون هنا متطوعاً للعمل على محاولة رسم تعابير مغايرة على محيا من يقرأ هذه السطور المتواضعة، ذلكم أننا بتنا نخشى على وجوهنا من شدة التجاعيد بسبب كثرة الامتعاض الذي يصحبه تقطيب الوجه وتغيّر قسماته من كثرة ما نستقبله من أخبار عن وقائع غير سارة، وأفعال مشينة يرتكبها بعض الفتيان هنا وهناك ممن لا يرتقي بهم حسهم الذوقي والأخلاقي لتقدير عواقب ما اقترفوه من مساوئ بحق أنفسهم وذويهم ووطنهم الذي يجاهد بكل جهاته ومسئوليته وإمكاناته لتوفير ما من شأنه تغيير النمطية الرتيبة في تصوراتهم العقلية وخلجاتهم النفسية العكسية إلى الصورة الأفضل والأنقى، بما لا يتعارض مع مبادئهم ومفاهيمهم وثقافتهم الإسلامية العربية، وهم وإن كانوا قلة واستثناءً بين شباب الوطن إلاّ أن المرء ليؤلمه أن يرى هؤلاء الفتيان وهم يعمهون سادرون في غي لا يألفه مجتمعهم الطيب المسالم الوادع، ومما يزيد المتابع انقباضاً معرفته أن هذه الفئة ليست بوضع من البؤس العاطفي أو المادي والاجتماعي لتعمد للتنفيس السلبي عما تعانيه، مع أن العقل والمنطق يقول أن التنفيس يكون بالأعمال الإيجابية المنتجة التي ترفع من قيمة المرء وتُعلي شأنه، الأمثلة التالية ستكون مختلفة وتُبشّر بآمال مخملية من شباب وطني واعٍ وطموح يدرك مسؤوليته الاجتماعية الوطنية: فقد وضعت جامعة (كوينزلاند) بمدينة (برزبن) الأسترالية صورة كبيرة للمُبتعث السعودي (حسام زواوي) ولقّبته بمحارب البكتيريا ووصفته بصانع التغيير، رافعة إياها على لوحة إعلانات كبيرة على أحد الطرق السريعة والحيوية بتلك المدينة، وهذه باحثة الآثار السعودية (فوزية الحديثي) قد جندت طاقاتها لاستكمال رسالتها للدكتوراه بجامعة الملك سعود، بعد أن قادها بحثها الدؤوب إلى استكشاف مستوطنات تعود إلى ما قبل التاريخ بمحافظة تثليث بمنطقة عسير، وتؤكد الباحثة أن سعوديات غيرها يستهويهن العمل بهذا المجال، والطالبة لينه القحطاني رفعت راية الوطن بحصولها على جائزة من معهد قطر لبحوث البيئة مؤخراً، واستطاعت (رولا وأفنان) وهما صديقتان يتيمتان في جامعة القصيم تخصصت إحداهما في التغذية وعلوم الأطعمة بينما توجهت الأخرى إلى إدارة واقتصاد؛ فأسستا مشروع (سلة الشواء) فمن مجرد فكرة أصبح واقعاً لينطلق من المنزل عبر منظومة فاخرة تبدأ من شريحة اللحم وتنتهي بعود الكبريت لتوفير العناية الفائقة لكل مستلزمات الشواء، وفي الرياض أطلق برنامج موهبةلصيفي الإثرائي برعاية مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، ونظمته عمادة الموهبة والإبداع والتميز بجامعة الامام؛ عدداً من الرحلات العلمية المميزة لأكثر من 75 طالبة موهوبة من مختلف مدارس المملكة شملت المنشآت العلمية البارزة والهامة بمدينة الرياض، وفي القاهرة اختارت (الفيدرالية العالمية لأصدقاء الأمم المتحدة) ياسر بن عبدالله الشريف معلم التربية الرياضية بثانوية عمورية بجدة، المرشد الصحي وعضو اللجنة النفسية بالغرفة التجارية وقائد ومؤسس فريق نبض التطوعي الصحي بجدة، ومدرب متطوع في تقديم الدورات الصحية والتثقيف الصحي، والناشط الصحي والاجتماعي؛ ضمن أكثر الشخصيات العربية تأثيراً في العالم والمجتمع العربي، فهذه أمثلة لنماذج شبابية تستحق الإشادة.