أ. د.عثمان بن صالح العامر
عندي أنّ الأنظمة التي تحكم البشر «نظام قبلي» وآخر «شعبي» وكذلك {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}، والانتخابات هي من مفردات النظام الأخير.
# يسجل لوزارة الشئون البلدية والقروية إدخال العمل الانتخابي في المؤسسات الحكومية السعودية، ونشر ثقافته في الأوساط المجتمعية بانسيابية وسلاسة وموضوعية، دون تقعير وفلسفة وتنظير كما هو معهود ومعتاد في مثل ما نحن بصدده اليوم .
# كما يسجل لوزارة الداخلية ممثلة في إمارات المناطق والأمن العام، ولوزارة التعليم «الجامعات والمدارس» ووزارة الإعلام « الإعلام المرئي والمسموع والمقروء « و... دعمها وتسخير إمكانياتها وتضافر جهودها مع الأمانات والبلديات لإنجاح هذا المشروع الوطني المميز.
# لقد بدأت - أول هذا الأسبوع - الدوائر الانتخابية في المملكة العربية السعودية أعمالها لترشيح أعضاء المجلس البلدي في دورته الثالثة، والتحدي اليوم ليس في الكم بل في مضمار الكيف، وهو في النهاية بيد المواطن المؤتمن على صوته المسئول المباشر في المشاركة الحقيقية لرفع كفاءة المجالس البلدية .
# لقد انتخب الذكور منا في الدورة الأولى وكانت التجربة البكر له، سمع وعرف من خلالها - ولأول مرة - ماذا تعني الدائرة الانتخابية، وصناديق الاقتراع، والمرشح، ولجنة الطعون، والناخب، وما إلى ذلك، وربما لم يفطن هذا الناخب كثيراً للواجب الملقى على عاتقه في اختيار الكفء الذي سيخدم مجتمعه المحلي، مع أنه كثيراً ما قرأ وسمع العبارة المعروفة «صوتك أمانة فامنحه من يستحق»!.
# وجاءت الدورة الثانية وكان الحال فيها أكثر ترشداً ووعياً بالعملية الانتخابية التي نضجت بشكل كبير، عَكَس ذلك بيانات المرشحين والوعود والعهود التي سوقوا بها أنفسهم للناس، إذ كانت في نظري منطقية وواقعية خلاف ما كان في الحملات الانتخابية الأولى .
# اليوم نحن وجهاً لوجه مع النسخة الثالثة من هذه التجربة الرائدة والرائعة، والرهان الحقيقي لكل منا، ترى لمن ستمنح صوتك ؟ هل سيكون المحرك لك والدافع ما تجده في المرشح من سمات وصفات، تتوخى أن تؤهله للمشاركة الفعلية في قيام المجلس البلدي بمدينتك أو محافظتك التي تعيش فيها، بما يتطلع له المواطن والمقيم وما ينتظره ولي الأمر والمسئول، أم أنّ النخوة والفزعة الشخصية لأي سبب من الأسباب هي ما سيدفعك لمنح صوتك لـ»س» من الناس؟ أم أنك ستكون في زمرة الفريق الثالث الذي لن يكون مع هؤلاء ولا هؤلاء بل سيلزم الحياد، جزماً منه بأنّ التجربة الانتخابية لم تجعل من المجالس البلدية مؤسسة مؤثرة وفاعلة في تطور الخدمات وجودتها، تلك التي تقدمها الأمانات والبلديات في المدن والمحافظات من خلال إداراتها المختلفة ؟.
# شخصياً أتمنى أصلاً ألاّ يترشح في هذه الدورة إلا من يجد في نفسه الكفاءة والأهلية للقيام بالمهام التي يخول النظام أعضاء المجالس البلدية القيام بها ، وأتطلع مثل كثيرين غيري أن نكون نحن المواطنون عوناً للوزارة في نجاح هذا المشروع الوطني الرائد، وألا يفت في عضدنا ما قد يكون في التجربتين السابقتين من إخفاقات وهنات إن وجدت لسبب أو لآخر، فالانتخابات البلدية مثل غيرها من أعمالنا البشرية عملية تراكمية وتجربة سعودية 100 % ، ونجاحها وتطورها ونجاح منظومة الأعضاء فيها في القيام بما وكل لهم من أعمال مرهون بنا قبل غيرنا، فنحن من سيختار الأصلح والأمثل، والميدان هو المعيار، والصناديق ستظهر الفارق، والأرقام ستحكي لنا البواعث والدوافع التي تقف خلف الاسم الذي ستخطه أيدينا ، دمتم على خير وإلى لقاء والسلام.