أحمد الناصر الأحمد
في الماضي القريب كانت مجالس الرجال عامرة بالقصص والأشعار وكان القصيد هو عطر المجالس وترنيمة الشفاه.. جل القصائد التي كانت تقال حينها تسبقها مقدمة توضح أسباب القصيدة أو قصة ترصد أحداثها.. وكانت ذواكر الرجال المتحدثين أو الرواة الساردين مستودعات ضخمة للقصائد والقصص والأحداث.. والقصص والأحداث التي تسبق القصائد أو تعقبها يتمازج فيها الخيال بالواقع كوسيلة تشويق للمستمع، وكان المتلقون يتلهفون لمثل هذه المجالس ويتسابقون إليها ويجدون بها المتعة والفائدة.. كان مضمون تلك القصائد والقصص الرجولة والفروسية والكرم والحمية والعشق العذري العفيف.. كانت تلك المجلس في معظمها تقدم دروسا في القيم ومحاسن الأخلاق.
تلك المجالس إضافة إلى متعتها وفوائدها الأدبية والتاريخية والمعرفية كانت وسائل تسلية إيجابية لقتل الفراغ وإشعال الأنس في ليال السهر.. والملهيات وقتها كانت محدودة جدا بعكس وقتنا الحاضر، حيث تلتهم الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي جل أوقات الصغار والكبار.. الآن في كل مجلس أو اجتماع أو مناسبة جل الحاضرين منكبين على جوالاتهم يتابعون البعيد وقد يتواصلون معه منعزلين عمن حولهم، فهم يحضرون بأجسادهم لكن أفكارهم وعقولهم خارج الجلسة أو الاجتماع.
أعلم يقينا ان لكل زمن ظروفه وأدواته ومعطياته الحضارية، لكني اعلم أيضاً ان صفاء النفوس ونقاء القلوب والتركيز على من معك وحولك كان اجمل وأفضل في السابق منه الآن!.
خطوة أخيرة:
لـ(صالح الحمود)
نفسي عظيمة ما تبالي بالاهوال
حتى المرض استقبله بابتهاجه
الجسم عِرضه للعِلل.. لكن البال
إنْ ما تعلل بالأمل وش علاجه؟!