فجعت الساحة الإعلامية برحيل فارس الشاشة الأنيق والنجم الإعلامي البارز الأستاذ/ سعود الدوسري -رحمه الله-.. ولئن كان رحيله وهو في عز شبابه وفي الوقت الذي لا يتوقعه أحد مفجعا ومحزنا.. وكان نتاج ذلك هذا الكم الهائل من المشاعر التي تفجرت في ساحات التواصل.. تستذكر مناقبه وتترحم عليه..إلا ان ما لفت نظري ما كتبه عنه المقربون منه.. حول طبيعته وسماته الشخصية.. التي تمثلت أبرز ملامحها بأنه كان طيبا وسمحا محبوبا من الجميع ولا يعادي أحدا.. تعلو وجهه ابتسامة دائمة وإن كانت تخفي خلفها حزنا شفيفا..
رغم أن الموت غاية كل حي والنهاية الطبيعية لكل البشر ولا يبقى إلا وجهه.. إلا أن رحيل مثل هذه النجوم المضيئة من المشاهير يجعل للموت معنى آخر «غير الموت الذي يمر بنا كل يوم» يجعلنا كأننا نواجه الموت لأول مرة..
طوبى لسعود الدوسري -رحمه الله- وأمثاله هذا الذكر الحسن الذي تناقله الناس من بعد رحيله والناس شهود الله في ارضه.. وأنه لمما يشعر ذووه بالفرح في عز أساهم أن يترك الإنسان صدى طيبا في نفوس الآخرين ممن يعرفه ومن لا يعرفه.. ولعل ذلك من عاجل بشرى المؤمن.. وكم من الناس يرتجي أن يحظى بشيء ولو يسير من هذه المنزلة في نفوسهم بعد رحيله.. ولو تفكرنا في أسباب هذه المحبة من الناس لهذا الشاب الأنيق فكرا والمشرق وجها.. لوجدنا أنها لا تكلف شيئا.. وهي مجرد محبة الناس وكف الأذى عنهم.. والتعامل معهم برقي وسماحة.. أي أنه لم يتجشم عناء ولم يبذل مجهودا كبيرا سوى فتح قلبه الكبير لمن حوله.. فما أعظم المثمن وما أرخص الثمن..
في المقابل نجد من يرحلون عن هذه الدنيا بأسوأ سمعة.. تشيعهم اللعنات.. وتردفهم الدعوات المؤلمة.. وما ذاك الا لسوء خلقهم وتعاملهم وتكالبهم على الدنيا.. وهم يتنافسون مع غيرهم على «وسخها» و فتاتها.. وفي النهاية يرحلون وقد خسروا دنياهم وأخراهم ذلك هو الخسران المبين.. رحمك الله يا سعود فقد علمتنا في رحيلك وردود الأفعال حوله أكثر مما علمتنا في برامجك «وكانت في حياتك لي عظات.. وأنت اليوم أوعظ منك حيا».
- عبدالله الشعلان