الجزيرة - سلطان المواش:
أوضح الباحث الفلكي بجامعة الملك عبد العزيز ملهم محمد هندي، أن سكان الجزيرة العربية منذ العصور القديمة يرتقبون ظهور عريس الجنوب ( نجم سهيل ) في السماء مستبشرين بظهوره بنهاية فصل الصيف وانكسار حدة أشعة الشمس وبرودة الجو ويترافق مع ظهوره كثير من المواسم الزراعية والصيد، ويعد العرب 53 يوماً بعد ظهروه لدخول فصل الشتاء لذا أطلقوا عليه مسمى (البشير اليماني) استبشارا بموسم الأمطار.
وأشار هندي أنه يبدأ بالظهور من أوائل أغسطس جنوب الجزيرة العربية ثم يظهر في وسطها بعد منتصف أغسطس ويظهر في بدايات سبتمبر شمال الجزيرة العربية، وتغير الأجواء غير مرتبط بالنجم أو تأثير النجم على الأرض بل هو توقيت تعرفت عليه سكان الجزيرة قديما لمعرفة بداية النهاية لفصل الصيف.
وهذا النجم اليماني (سهيل) من النجوم الجنوبية التي تسهل رؤيتها تقريبا طوال السنة في النصف الجنوبي للكرة الأرضية إلا أنه ينحصر رؤيته في النصف الشمالي في فترة معينة تبدأ من منتصف أغسطس وتنتهي في نهايات أبريل، ويظهر ناحية الجنوب طوال فترة ظهوره لذلك ينسب دائما لليمن ويقال (سهيل اليماني).
و(سهيل ) ثاني ألمع نجم يمكن رؤيته في السماء ليلا بعد نجم (الشعرى) ويبدو متألقا وهاجاً في السماء ويبعد عن الأرض حوالي 310 سنة ضوئية ويبلغ حجمه 70 مرة مثل الشمس ولو وضع مكان الشمس لكان ضياؤه أكثر بـ13 مرة عنها، وتبلغ حرارته ضعف الشمس تقريبا.
ويراه سكان جنوب الجزيرة من 15 أغسطس من كل عام وكلما اتجهنا شمالا تأخر ظهوره فيظهر قبيل شروق الشمس وسط المملكة في 24 أغسطس ويظهر في العشر الأوائل من سبتمبر في شمالها، وجميع الدول العربية تقع في النطاق الشمالي لإمكانية رؤية سهيل إلا أنه يتعذر رؤيته بعد خط عرض 37 درجة شمالا أي من الحدود التركية السورية لا يمكن رؤيته شمالا، وتراه دول الشام قريبا جدا من الأفق الجنوبي في موسمه.
ونجم سهيل أحد نجوم كوكبة السفينة ومنها سماه بدو العرب (سفينة الصحراء) ويقع في منطقة نجوم تمسى (القاعدة) وهو ألمع نجم تراه قريبا من الأفق الجنوبي، يرى بعد نهاية أغسطس قبل شروق الشمس بقليل ويبدأ كل يوم يتقدم على شروق الشمس بأربع دقائق، وهو ما يسمى باليوم النجمي، حتى يصل لذروته أوائل ديسمبر وحينها يكون أفضل وقت لرصده.