فهد خالد العايد ">
لم يكن لقاء وزير خارجية إيران جواد ظريف بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هذه المرة مثل لقاءاته السابقة بصناع القرار الإيراني، وكان بالفعل لقاء غير عادي وطغى عليه التوتر النفسي الذي لم تستطع الدبلوماسية وكاميرات التصوير إخفاءها من ملامح وجهيهما!!!!
فهذا هو اللقاء الاول بين السيد حسن نصر الله ومسئول إيراني كبير بحجم جواد ظريف بعد الاتفاق النووي الايراني وامريكا قبل الاتفاق الإيراني النووي، كان زيارة صناع القرار الإيراني تأتي في سياق الدعم اللوجستي والسياسي لحزب الله داخل لبنان امام منافسيهم من الأحزاب اللبنانة مثل قوى الرابع عشر من آذار من جهة وتقوية حسب الله أمام الطائفة الشيعية من جهة اخرى.
ولكن هذه الزيارة كانت صدمة !!! للسيد حسن نصرالله شخصيا ولقوى 8 آذار، وإن كانت أكثر إيلاما على نصرالله لكونها أعطته انطباعا أن ايران بعد الاتفاق النووي ليست قبله!!!
وأن الشيطان الأكبر لم يعد في قاموس الثورة الإيرانية مثلما كان سابقا، وبالفعل فإن الشكوك التي كانت تساور حسن نصرالله بشأن تخلي إيران عن حزب الله في لبنان أصبحت أقرب للحقيقة، وكانت أول هذه الدلائل هو إلغاء جواد ظريف لزيارة ضريح رمز حزب الله عماد مغنية الذي كان في السابق من ضمن بروتكولات الدبلوماسية الايرانية ولأول مرة!!!!
وهذا طبعا من أجل رضا الامريكيين والغرب وتحقيقا لرغبة الغرب حتى لا يغضب عليهم الشيطان الأكبر.
وبالفعل غادر جواد ظريف بيروت بدون زيارة الرمز الشيعي الذي طالما تغنى به نصر الله في الضاحية الجنوبية وسليماني في طهران، وبالفعل فعندما تتأمل في الصورة التي جمعت الاثنين تشعر انه لم يكن لقاء حلفاء، ولم نشاهد ابتسامات حسن نصرالله إطلاقا بل حتى طريقة جلوسه أمام جواد ظريف كانت لوحدها حكاية !!!!وربما تساءل نصر الله في نفسه أثناء اللقاء هل سيطلب منه سليماني التخلي عن الحليف بشار الأسد عندما تطلب أمريكا والغرب منه ذلك.
وربما بدأ بإعادة ترتيب أوراقه من جديد في علاقته مع ايران.
فإيران تختلف كثيرا عن ايران قبل الاتفاق النووي.
وكذلك حزب الله اختلف كثيرا عن حزب الله بعد الاتفاق النووي والتدخل في سوريا!!!
فهد خالد العايد - مدير مكتب الجزيرة بالقصيم