د. عبدالله بن عبدالعزيز الدغيثر ">
يحاول هؤلاء المفسدون في الأرض زعزعة الأمن في بلادنا من خلال استهداف رجال أمننا، مُؤملين بذلك التفريق بين أبناء هذا الوطن، وشقِّ عصا المسلمين، وتمزيق لحمة الصف بين أبناء هذا الشعب وبين حكومته الرشيدة - وفقها الله - ولكن هيهات هيهات، فلا تزال هذه البلاد في ظل هذه الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - سلمه الله - محفوظة بحفظ الله تعالى من شرِّ الأعداء وكيد الحاسدين، فكم ظهرت من فتن عديدة ثُم أطفأها الله تعالى بحوله وقوته ثم بسواعد جنودنا البواسل - أعانهم الله وسددهم - فأصبحت تلك الفتن أحلام ليل وذهبت أدراج الرياح، وها هي الآن فتنة من ينسبون أنفسهم إلى الإسلام!!! والإسلام من أعمالهم الإجرامية وأفعالهم المشينة برَاء، رفعوا راية التوحيد تدليساً على أبناء المسلمين بنصرة الدين وتحكيم شرع رب العالمين، وبثـوا الشائعات والأراجيف حول ولاة أمر المسلمين، وهكذا فعل الخوارج في زمن الخليفة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - سعوا في بث الأكاذيب والأباطيل حول إمام المسلمين، ولم يرفعوا راية التوحيد فحسب بل رفعوا المصاحف فوق أسِّنة الرماح، زاعمين بذلك تحكيم كتاب رب العالمين، وهم في الحقيقة قد خالفوا القرآن الكريم، وما فيه من الأحكام والحق المبين، فما أشبه الليلة بالبارحة!!!
إن هذه الأعمال الإجرامية التي يقوم بها هؤلاء المُفسدون هي في الظاهر شرٌ نسبي على أفراد من المسلمين، ولكنها في الجملة خير كثير على عموم المسلمين؛ إِذْ كشف الله تعالى بها حقيقة هذا الفكر الإجرامي، وأظهر عواره وبانت سوْءته، فلا مجال للحيرة أو الشك أو التماس العذر في ضلاله وإجرامه.
والقرآن الكريم يؤكد هذه الحقيقة الغيبية عن أعين الخلق في مواضع عديدة، كما في قوله: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)} [النور: 11]، وقوله: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 216]، وقوله: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].
ولا تزال ألْسنة المسلمين في أصقاع الأرض تلهج بالدعاء لولاة أمرنا على ما يُولونه من رعاية واهتمام بقضايا المسلمين، وإغاثة الملهوفين والمنكوبين، وتقديم المساعدات للمحتاجين والمستضعفين، ناهيك عن العناية الفائقة بخدمة الحرمين الشريفين، وتسهيل السُّبل والراحة للحُجَّاج والمُعْتمرين، فجزاهم الله خيراً على ذلك، وزادهم عزاً وفضلاً.
فيا جنودنا البواسل سيروا بعزم وإخلاص في محاربة المفسدين والأخذ على أيدي المجرمين، واستمدوا العون من الله تعالى، فهو الناصر والمُعين، وقلوب المسلمين معكم، وألسنتهم تلهج بالدعاء لكم، حفظكم الله وأعانكم، ونصركم على من عاداكم.
ويا أيها المفسدون المتربِّصون بولاتنا ورجال أمننا الدوائر، عليكم دائرة السوء، ودحر الله كيدكم، وأبطل عملكم، وخيَّب آمالكم.
وإن أبناء هذا الوطن الغالي لن يزيدهم إفسادكم وإجرامكم إلا قوة وثباتاً، واجتماعاً للكلمة وتوحيداً للصف، ولزوماً لجماعة المسلمين، والالتفاف بثقة ويقين حول ولاة الأمر في هذا البلد الكريم {وسَيَعْلَمُ الذِّينَ ظَلَمُواْ أي مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.
اللهم احفظ علينا ديننا وأمننا، وولاة أمرنا ورجال أمننا، وادفع عنا وعنهم كيد المفسدين، وشرَّ الحاسدين، وحقد الحاقدين، إنك سميع الدعاء. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية