عبد الكريم الجاسر
* أداء سوبر قدمه نجوم الفريق الهلالي في نهائي السوبر اللندني أمام النصر.. سوبر فنياً.. ونفسياً.. وجماهيرياً.. حيث قدم لاعبو الزعيم أداء قوياً وخصوصاً من الناحية النفسية.. فكانوا الأقوى والأكثر رغبة في تحقيق الفوز والأكثر إصراراً وبحثاً عن اللقب وهذه هي أهم العوامل لتحقيق الانتصارات بعد أن تكون الأمور الفنية على خير ما يراهم وهذا ما شاهدناه في النهائي الكبير..
* الفريق الهلالي أمام النصر اختلف كثيراً عن آخر مباراة، وخصوصاً في طريقة اللعب.. ففي الموسم الماضي على سبيل المثال كانت العناصر الهجومية متمثلة في ناصر الشمراني ومن خلفه الثلاثي سالم نيفيز والعابد.. وكانوا يؤدون في معظم المباريات بطريقة مكررة وتكاد تكون مكشوفة للخصوم بحيث يصبح أداء الهلال في المباريات روتينياً ويفتقد للفاعلية.. ويعتمد على تألق لاعب ما ليحسم النتيجة.. ولكن في لقاء النصر قدم الهلال تشكيلاً هجومياً مختلفاً وجديداً على النصر نجح في خلخلة الدفاع النصراوي وتجاوزه مرات عديدة، فالكعبي في اليمين وبجواره إدواردو في العمق والشلهوب على اليسار (قليلاً) وأمامهم الميدا كانوا أسرع وأكثر حركة ووصولاً للمرمى وأكثر فعالية.. ولذلك ظهر الدفاع النصراوي (القوي في الموسم الماضي) مهزوزاً وغير قادر على التعامل مع الهجمات الهلالية.
* عموماً الحكم بالتأكيد لن يكون نهائياً على الأداء الهلالي فمازلنا بداية المشوار وهي أول مباراة في الموسم لكنها خواطر وملاحظات ظهرت منذ الوهلة الأولى فوجب الإشارة لها كعوامل جديدة ساهمت في الفوز وتحقيق اللقب الـ56 وخصوصاً من الناحية النفسية التي أكدت بالفعل أن اللاعب هو الأساس وهو من يملك الرغبة في الفوز وتحقيق الألقاب ومتى ما أراد أي لاعب فعلياً تحقيق الفوز فإنه سيجتهد ويقدم أقصى ما لديه ويسعى بكل قوة للفوز وهذا ما كان عليه نجوم الزعيم فهنيئاً للهلاليين جميعاً هذا الانتصار وواقع الحال يقول مازال.. مازال..
تصفية الحسابات مع عبدالله بن مساعد!
* لم يجد المبررون سبباً يصرف الأنظار عن الفوز الهلالي التاريخي في لندن والسقوط النصراوي المرير للمرة الثانية على التوالي سوى تحويل الحضور الجماهيري النسائي في المباراة إلى قضية يتم تلبيسها للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد.. واستغلال بعض المتحمسين لدفعهم للمشاركة في هذا التوجه الممنهج والمخطط بشكل جيد لتحقيق أهداف لا علاقة لها بالحضور النسائي في المباراة.. فهم يعلمون جيداً أن المرأة السعودية في الغالب وليس الكل تنزع الحجاب فور المغادرة ولا تعيده سوى في رحلة العودة.. وهذا أمر مشاهد مشاهد يومياً وكل من يسافر للخارج يشاهد بنفسه هذا الأمر.. وأن العباءة بالكاد تعود للظهور في المطارات الأوروبية وعند تواجد أعداد كبيرة من السعوديين عندها تحتشم الكثير من النساء وتلتزم بالحجاب وهذا ليس وليد اليوم ولكنه أمر سائد منذ سنوات طويلة.. ولكن في النهائي هناك من يحاول أن يركب الموجة ويستغلها وكأنه لأول مرة يشاهد مثل هذا الأمر متناسياً أن هذا واقع المجتمع شاء من شاء وأبى من أبى.. هذا واقع الحال نعرفه تماماً خلال جميع السفريات التي تغادر فيها المملكة.. حتى إلى أقرب الدول في الخليج مثلاً فسنشاهد مثل هذا الوضع هذا من جهة.. أما من جهة أخرى فإن عدم فهم البعض للتركيبة الرياضية السعودية جعله يخلط في المهام والمسؤوليات.. ففي السابق كان الرئيس العام لرعاية الشباب هو نفسه رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ولذلك فحين الحديث عن أمور الكرة السعودية وشؤونها يكون الرئيس العام هو المعني سواء كرئيس اتحاد الكرة أو رعاية الشباب.. أما حالياً فإن الرئيس العام لا يملك أي سلطة على اتحاد الكرة سوى السلطة التنظيمية المتعلقة بالارتباط المالي والإداري.. أما الاتحاد نفسه فهو مستقل تماماً بقراراته وأعضاء لجانه ومحمي قانونياً من الاتحاد الدولي لكرة القدم.. فلماذا توجيه السهام نحو الرئيس العام لرعاية الشباب تحديداً..؟! شخصياً أعتقد أن الميول هي السبب الرئيسي فهناك من يحاول التدخل المباشر في الشؤون الرياضية وفي عمل اللجان وقراراتها ويفعل ما كان يفعل سابقاً.. وعندما اصطدم بقوة وصلابة المسؤول وارتباطه المباشر بالجهات العليا حاول إبعاده ليواصل ممارسة ما كان يمارسه سابقاً ولن يتحقق ذلك في ظل وجود الرئيس العام لرعاية الشباب وحمايته للعمل الرياضي وتطويره.. هذا هو السبب ببساطة هجوم ممنهج وشخصي لأسباب لا علاقةلها بالسفور أو التبرج لأنه موجود بشكل يومي ولا علاقة له بمباراة كرة قدم بقدر ما هو ثقافة خاصة بمن يمارسه له أسبابه ومبرراته لديه سواء مارسه في ملعب أو شارع أو حديثة..
لذا أتمنى ألا يندفع البعض خلف دعوات حق أريد بها باطل لأنه لا أحد يملك فرض شيء شخصي على الآخرين مخالف لتوجهاتهم لأن السلطة الرياضية هي داخل الملعب وليست في المدرجات أو في المنازل.. وكلنا نعلم أن إقامة مثل هذه المباراة تمت بموافقة المقام السامي وبعلمه ورضاه فماذا تريدون؟
لمسات
* قلت قبل أربعة أشهر تقريباً إن قرار إعارة محمد البريك للرائد الموسم الماضي آتت ثمارها وقدم اللاعب نفسه مع الرائد بشكل ممتاز ليكون إضافة للهلال الموسم القادم.. وهذا ما حدث فعلاً فكان أساسياً أمام النصر وقدم مستوى جيداً.
* وجود النجم ياسر الشهراني في الظهير الأيسر جعله أكثر فعالية وفائده.. لكن ذلك سيكون على حساب نجم آخر هو الكابتن الخلوق عبدالله الزوري وهو لاعب دولي مميز.. ولذلك فسيكون أمام السيد دونيس خيارات ممتازة في المباريات وحسب الحاجة.
* الالتفاف الشرفي الكبير الذي أحاط بالفريق الهلالي في لندن وبرئيسه الأمير نواف بن سعد كان أحد الأسباب المهمة في المظهر القوي الذي ظهر به الفريق الهلالي في المباراة واستعداده النفسي جيداً لها وقدرته على تحقيق اللقب بأداء رائع وسط أجواء هلالية رائعة تصب في مصلحة الكيان والكيان فقط.
* أمام الهلال كان النصر (مكسوراً) نفسياً حيث ظهر تأثر لاعبيه من خسارة نهائي كأس الملك الموسم الماضي فضلاً عن إعداده الضعيف واتضح أيضاً أن الفريق استنزف نفسياً ولم يعد لديه الحافز الكافي للعب بالإضافة للغيابات وعدم دعم الفريق بعناصر أجنبية مميزة.. وهذه تحديات كبيرة ستكون أمام الإدارة النصراوية هذا الموسم.