جاسر عبدالعزيز الجاسر
بدأت التدخلات الإيرانية لعرقلة الإصلاحات التي بدأ رئيس الوزراء حيدر العبادي بتنفيذها تلبية لطلبات الشارع العراقي وحث مرجعية النجف الشيعية.
العراقيون يواصلون المظاهرات الشعبية التي انطلقت أساساً في المحافظات التي يشكل فيها الشيعة الأغلبية وبالذات محافظات البصرة والناصرية والعمارة والكوت، وهي المحافظات التي تنتج النفط المورد الوحيد لاقتصاد البلد، ومع هذا تعاني من انقطاع الكهرباء المتتالي ومحرومة من مياه الشرب الصالح، ولم تحصل على خدمات تليق بالبشر، في حين يحصل السياسيون وجلهم ممن انتخبوهم على مميزات تجعلهم لا يشعرون بمعاناة الجماهير التي خرجت للشارع في تظاهرات لن تتوقف حتى يتم إصلاح الوضع.
حيدر العبادي تلقف مبادرة الجماهير وبدأ في تنفيذ مطالبهم إلا أن القوى المتضررة التي قد تجد قادتها ورموزها أمام المحاكم بعد نهب أموال العراق وسرقته تحركت هي الأخرى وأدى توافق مصالحها مع مصالح المنظمات الإرهابية إلى تعاون وتنفيذ عمليات مشتركة آخرها العملية الإرهابية في مدينة الصدر حيث تم تفجير شاحنة كبيرة في سوق شعبي في الصباح نتج عنه مقتل 76 شخصاً وأكثر من 200 جريح، هذه العملية الموجهة ضد الصدريين الذين شكلوا الأغلبية في المظاهرات المؤيدة للإصلاح التي استجاب رموزها وساساتها لدعوات حيدر العبادي، ولهذا فإن العملية الإرهابية المنفذة في معقل الصدريين لن تكون عمل داعش وإن أعلن هذا التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن العملية للتغطية على من نفذ العملية من الإرهابيين الحقيقيين وهو ما لمح إليه السيد حيدر العبادي بإثارته إلى تلاقي مصالح بعض الجماعات السياسية مع الإرهابيين.
الإرهاب الموجه للمؤيدين للإصلاح لا يقتصر على تنفيذ العمليات الإرهابية التي يتوقع لها المراقبون أن تتزايد خاصة وأن المليشيات والأحزاب الطائفية المرتبطة بالنظام الإيراني غير مرتاحين لعملية الإصلاح وإن أرغموا على تأييدها مسايرة للتظاهرات الشعبية، فبالإضافة إلى ذلك يمارس نظام ملالي إيران إرهابا سياسيا ضد حيدر العبادي والعراقيين المؤيدين للإصلاح في تحرك مضاد لإجراءات الإصلاح وجه الإيرانيون الدعوة لنوري المالكي «الممنوع من السفر» للحضور إلى طهران والمشاركة في اجتماع الجمعية العامة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية التي ستبدأ اجتماعاتها اليوم الأحد في طهران، مسؤولو نظام ملالي إيران بدؤوا يمارسون ضغوطا سياسية قوية ضد حيدر العبادي من خلال تحركات يقوم بها مسؤولون في النظام الإيراني وبعض المرجعيات الشيعية الإيرانية التي تدعو لنهج ولي الفقيه التي أجرت اتصالات مع نظيراتها في النجف وكربلاء والكاظمية، فقد أجرى علي ولايتي مستشار خامنئي اتصالات هاتفية مع حيدر العبادي شخصيا طالباً منه وقف الإجراءات وبالذات المتخذة ضد نوري المالكي التي تواصلت فبعد تنحيته من منصب نائب رئيس الجمهورية طلب منه إخلاء مقر الإقامة الرسمي في المنطقة الخضراء وسحب حرس الحماية الشخصي وغيرها من الامتيازات إضافة إلى منعه من السفر خارج بغداد لكونه واحدا من أكثر المتهمين فساداً ونهباً لأموال الدولة.
ويعتبر نظام ملالي طهران نوري المالكي حليفاً مهماً لهم لا يجب تركه يواجه مصير صدام حسين خاصة وأن المالكي متهم بإعطاء أوامر نتج عنها قتل العديد من العراقيين في الحويجة والرمادي والفلوجة والبصرة، ومدينة الصدر، وهذه التهم إضافة إلى عمليات الفساد والرشا ستحرج نظام طهران إذا ما قدم المالكي للمحاكمة كما يطالب العراقيون في مظاهراتهم، وتظهركيف حول المالكي الاقتصاد العراقي والثروة العراقية لخدمة بقاء نظام ملالي إيران وترك الشعب العراقي يعاني الجوع والعوز.