رقية الهويريني
تسلّمت المواطنة العصامية قليّلة خضر حسن الحارثي شهادتيْ شكر وتقدير مقدمة من الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، لقاء قطعة «السدو» من خامة (الدبارة) التي قدمتها له هدية في زيارة سابقة للمملكة، وقد استغرق العمل فيها مدة سنتين حتى ظهرت متقنة بشكل قشيب وجميل.
ولمن لا يعرف السيدة قليّلة الحارثي، فهي من أكبر الحرفيات سناً حيث تبلغ 86 عاماً ! وقد شاركت في العديد من الفعاليات من بينها سوق عكاظ ومهرجان الجنادرية، وفازت بالعديد من الجوائز في مجال الحرفيين.
توقفت أمام خبر حصولها على شهادة الشكر وتأمّلته ملياً، وتبادر لذهني مقارنات عديدة بين هذه السيدة العصامية وبين غيرها من النساء اللاتي لم يقدمن أي إنجاز في حياتهن! بل بينها وبين نساء داعش سواء المنضمات لهذا التنظيم الإرهابي أو من يتعاطفن معه وهن في منازلهن، أو ممن تتحفّظ عليهن الحكومة وتطالبها فئة من المجتمع بإطلاق سراحهن! حتى عرفهن الناس بالأسماء والكنى والألقاب. بينما هذه الحرفية العظيمة لا يكاد أحد يعرفها برغم مثابرتها وصبرها على العمل بغرض حفظ كرامتها وإعالة نفسها وأبنائها من هذا العمل الشريف وهي مسنّة تجاوزت الثمانين عاماً، عدا عن حرصها على تقديم هذا العمل هدية باسم المملكة لولي عهد بريطانيا ليأخذها معه ذكرى جميلة من بلد يضم بين جنباته سيدات يعشقن وطنهن بالفعل، ويحافظن على سمعته ويسعين لرفع اسمه عالياً ويحببن الحياة وليس الموت. ولسن دمويات كنساء داعش اللاتي يُسئن لبلدنا بهروبهن منه ويعمدن لتكفير سكانه، ويحرضن أبناءهن على تخريب مكتسباته وتلطيخ سمعته لدرجة وصم بعض الدول لبلدنا بالإرهاب.
ولئن كانت هذه السيدة نالت التكريم؛ فإنّ هناك كثيراً من فتيات الوطن وسيداته يستحققن التكريم رغم ما يواجههن من عقبات وتحديات في دراستهن أو عملهن لكنهن يفاجئننا كل يوم بانتصار جديد في مجال مختلف وإبداع جميل تستفيد منه البشرية كلها وليس المملكة فقط. ونأمل أن تتحقق طموحاتهن على أرض الوطن، على أن يتم تسهيل مهامهن وتذليل الصعوبات أمامهن لتبرز مواهبهن ويشعرن بالثقة والانطلاق.
تحية للسيدة قليّلة الحارثي، بأمل تكريمها على مستوى الدولة والوطن الذي أحبته فأحببناها.