فهد الحوشاني
لن آتي بشيء يتنافى مع حقيقة واقع التنظيم! فدوري هنا هو مجرد رصد وعرض لفكرة الهاجس الجنسي وكيف تعلي من شأنه هذه الجماعة، ربما لاستدعاء شريحة من الشباب لديها مثل هذه الرغبة المكبوتة، وعلى اليوتيوب يوجد عدد من الاناشيد ينشدها أفراد من تنظيم داعش
... تمجد وتعلي من ِشأن الحور العين كهدف يتم تسويقه، ويتم الإنشاد بكلمات تصف تلك الحور واللقاء بهن على (سرير) في الجنة! ولا أدري لماذا لم يمنعهم الحياء من التصريح بمثل هذه الأمور (الخاصة) والتي لا يعبر فيها عادة بين الناس في المجالس بهذه الوضوح! فكيف أصبح من العادي الحديث عن حور عين للقاء بهن بهذا الشغف والشبق! ما الفرق بين أن يتكلم الشخص بشغف وتلهف عن لقاء بـ (امرأة على سرير) في الدنيا أو في حورية في الجنة؟! أعتقد أن الكثيرين يمنعهم الحياء والدين من التصريح بهذه الهواجس الخاصة! لكنه أسلوب داعش في ضم أكبر عدد من الشباب، وهي بدعة لم نسمع أن الصحابة أو الفاتحين الأوائل جعلوها هدفا او أنشدوا لها الأناشيد، وهنا أورد ثلاثة نصوص اخترتها بعضها لـ (مجاهدي الشام) حيث مجموعة من الشباب في مقتبل العمر جلوس على الأرض بجانبهم بنادقهم .. ينشدون هذا النشيد الذي يقول بصراحة إنهم يريدون حور عين على سرير في الجنة، وطبعا الهدف واضح!! ومن الواضح أن كاتب الكلمات من المغرب العربي.
يقول نص النشيد:
حور العين الله أعطاها أوصاف اللولو والمرجان
ياخوتي رآني نبيها حور العين وميت فيها
في قلبي راني كاميها لانبوح فيها الان
زفوني القى في الجنة حورية سمحة تستـنا
هابا لو ريتوهن هابا بيض وكواعب اترابا
جنة وبجوار نبينا وخمر و حوريات حسان
ع الله يجمعنا (بسرير) بها في جنات الرحمن
نشيد آخر:
الحور العين تناديني فدعيني أماه دعيني
لاتبكي دموعك يا امي عن دربي لا لا لن تثنيني
وهو هنا يؤكد أنه يقوم بعمل لا ترضى عنه والدته! ومتى كانت الأمهات تمنع أولادهن من الجهاد إذا كان جهادا حقيقيا مستوفي الشروط.
نشيد آخر:
الا يالالي يالا لي
الا يالالي يالالي
انا قصدي من اللي في الجنان الخلد ماتنمل
الا ياربعي شوفو لي حل
وربي قدرها فيها
اوووه (صيحات من السامعين)
ايا رباه تعطيني
وثبتني على ديني
وبالفردوس اماشيها
كاعب (صدرها) يبدو
اذا راحت وهي تغدو
ومنظرها وهي تعدو
تنسى الدنيا ومافيها (نسي أنه في الآخرة!!)
هذه بعض من أناشيد تتماهى مع ولع الشباب الفطري بالجنس، ولكنه تم توجيهه بذكاء إلى جنس قاتل! فالطريق الى الحور العين يمر عبر القتل والتفجير والولوغ في دماء بريئة! وليس عن طريق الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وعمارة الأرض كما أمرنا الله.
يستعجل بعض الشباب فينهي حياته للوصول إلى الحور العين في أسرع وقت ممكن! يدفعه إلى ذلك هاجس جنسي مبطن، فماذا يريد من حورية بهذه المواصفات! لذلك فإن أغلب الذين ينظمون لتلك الجماعات هم من الشباب ولم يكن الجهاد منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم مقتصرا على الشباب! فهو شعيرة يتعبد بها كبار السن قبل الشباب، والكبار هم الذين يقودون ويرفعون راية الجهاد! حيث الجنة ورفع راية لاإله إلا الله هي شعار ومطلب المجاهدين وليس الحور العين!
ما تقوله أناشيدهم ومايصورونه من مشاهد، حول الحور العين أو السبايا هي ما شوهت صورتهم عند الناس والمثل يقول (من فمك أدينك)! إذاً فجهادهم ليس خالصا لله إذا كان هذا هو الهدف المعلن! والدليل أن أصدق الخلق عليه الصلاة والسلام صنف المهاجرين فقال (من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه.) وقد ذكر بنص العبارة على (امراة ينكحها)!! ولعل ذلك ينطبق على مجاهد يقاتل ونيته المعلنة وليست المبطنة فقط هو الحصول على امرأة سواء كانت سبية في الأرض أو حورية في الجنة! يقتل الناس من أجل الحصول عليها!!
ومن سمع خطبة زعيم تنظيم الدولة على المنبر لابد أنه سمعه وهو يقول أيها الشباب إن الحور العين تناديكم على أبواب السماء.. لم يقل لهم إنكم تدافعون عن الإسلام والمسلمين لأنه يعرف أنه يشوه الإسلام ويقتل المسلمين.
والأمر لا يتعلق فقط في الحور العين، بل إن سبي النساء وبيعهن ليس أمراً خافياً على أحد!
وفي تسجيل منشور على اليوتيوب يتباهي أعضاء داعش أن لديهم سبايا، يتباهون بالحصول عليهن ويعرضون بيعهن على بعضهم .. كانت حفلة للتسامر والتفاخر والتباهي بالحصول على نساء. ونشر ذلك المقطع كان بمثابة رسالة تلقاها كل شاب استثارته هذه الرسالة ليلحق بهم ليحصل على ما يتمناه ويحقق ما يحدثه به عقله الظاهر أو الباطن.
إن المفارقة العجيبة التي يصعب فهمها هي كيف يمكن لهم أن يبرروا أنه في سبيل اللقاء بالحور العين يعصون الله فيقتلون المسلمين؟! أفيما يغضب الله يرجون الجنة وما فيها؟!