فهد الحوشاني
مع كل حادثة تحرش أطرح السؤال بشكل مختلف وهو (لماذا لا يتحرشون)؟! قد يكون السؤال غير متوقع! لكنه السؤال الذي يجب أن نطرحه ونحن نواجه بداية بوادر أزمة أخلاقية! لماذا لا يتحرشون وهم مراهقون! لماذا لا يتحرشون وهم شباب يرفلون بالنعم والصحة، قال الشاعر حميدان الشويعر:
النعمة خمر جياشة
ما يمسكها كود وثقة
لكن الأهم من كل ما سبق هو لماذا لا يتحرشون وهم يؤمنون العقاب!! لماذا لا يتحرشون و هناك طرف آخر ربما استثارهم! أقول ربما مع أن من يريد أن يتحرش غالبا ليس لديه معايير سوى ما تفرضه طبيعة اللحظة والموقف! حوادث متتالية وهي مع الأسف في ازدياد مطرد وهي تدق جرس إنذار لابد أن يواجهها نظامنا التعليمي والأسرة والإعلام وخطباء المساجد، يسند ذلك وجود قوانين رادعة!
قضايا التحرش من القضايا التي يجب أن تحسم بسرعة قبل أن يحصل المراهقون على أدوار بطولية يبحثون عنها (لاشعوريا)! قضايا التحرش سوف تزداد إذا ما استمر المجتمع يواجهها بعقوبات متراخية ومتفاوتة واجتهادية وردود أفعال مؤقتة! لم تعد الكثير من العائلات تؤمن على بناتها و أولادها وهم في ذهابهم وعودتهم من مدارسهم ولا حتى في داخل سياراتهم مع سائقيهم فهناك فئة من المعتدين المستهترين لا يرون أن المجتمع قادر على ردعهم عن تنفيذ ما يريدون!
نحن بحاجة إلى (قوانين) رادعة بعد أن أصبحت ثقافة (الاعتداء) أسلوب حياة ينتهجه بعض من شبابنا ومن ذلك الاعتداء على الأشخاص والممتلكات! المتحرشون الذين قد يصل الحال بهم أحيانا إلى الخطف يتخذون من المدارس والأسواق والشوارع والشواطئ والحدائق العامة مواقع لاصطياد فرائسهم، هم ذلك الجيل الذي بدأ يتشكل بعد أن تدهورت حال التربية التي كانت تربي النشء على مخافة الله وعلى احترام الآخرين والعفة والمحافظة على سمعة العائلة!!
المراهقون يفلت زمامهم شيئا فشيئا، فماذا عملنا لمواجهة قضايا التحرش والسرقات والاعتداءات على المعلمين والتفحيط وحمل الأسلحة في المدارس والمنازعات (الدامية) بالأسلحة البيضاء! المراهقون لا يتحرشون فقط بالنساء في الأسواق وغيرها من الأماكن، ولكنهم يتحرشون بقدرة المجتمع على ردعهم، إنهم يختبرون المجتمع بمثل هذه المواقف فإن تهاون معهم استمروا وتوسعت دائرة تحرشاتهم واعتداءاتهم وإن تم ردعهم ارتدعوا وتوقفوا.